ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
تعبيرية
واصل محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، تقديم نصائح مهمة من الواجب الالتزام بها قبل البدء في محاورة غير المسلم.
وأكد في منشور عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أنه لا بُدَّ مِن تثبيت المرجعيَّة والأدلة
الصالحة للاحتجاج، ولا بُدَّ من أن توجد مرجعيَّة ودليل تتفق عليه
أنت ومَن تحاوره حتى ترجعَا إليه وترُدَّا المختلف فيه إلى المتفق عليه.
وتابع: أما الذي
لا يعترف بأيِّ مبدأ أو مرجعيَّة فلا تُضيِّع وقتك في محاورته، فلا فائدة منها؛
لأنَّه مكابر ومعاند، كما يُحكَى في القصة المشهورة: أنَّ رجلين رأيَا شيئًا أسود
واقفًا على الأرض من بعيد، فقال أحدهما: هو غراب، وقال الآخر: بل هي عنز.
فرماه الأول
بحجر فطار، فقال لصاحبه: ألم أقل لك: إنَّه غراب؟
فقال الثَّاني:
"عنز ولو طارت!".
فإذا اتفقتَ أنت
ومَن تحاوره على مُنطلَق أو مبدأ؛ كالعقل، أو الوحي، أو الفِطرة؛ فانطلق منه في
الحوار.
ويدلُّ لذلك
حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهمَا-، أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ
لمَّا بَعَثَ مُعاذًا إِلَى اليَمَن، قَالَ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ
يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى.
فَإِذَا
عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ
صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ.
فَإِذَا
صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي
أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ..."
«إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ»، كأن معناه: اعرف يا معاذ في أي مربع يقف مَن تحاورهم، فهم أهل
كتاب، وليسوا وثنيين أو ملحدين مثلًا.
إذا كانوا أهل
كتاب فهم مدبئيًّا يؤمنون بوجود الإله، وبالرُّسُل، وبالكُتُب السَّماويَّة.
وقد سلك مسلك التَّدرُّج في مناقشة القضايا ابن حزم -رحمه الله- في كتاب (الفَصْل)، وابن الأنباري -رحمه الله- في كتاب (الدَّاعي إلى الحقِّ)، بدآ بنقض فكرة السَّفسطة، وأثبتَا أنَّ هناك حقيقة مُطلقة، ثم ناقشَا الملحد، ثم ناقشَا الربوبي... وهكذا.