باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
السماء
عندما نوجه أنظارنا إلى السماء، تتجلى أمامنا لوحة فنية متقنة تُبرز عظمة الخالق في خلق هذا الكون، حيت يقول رب العزة في سورة الملك (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) تدعونا للتأمل في السماء ومحاولة العثور على أي خلل أو نقص. ومع كل نظرة، يزداد إدراكنا لمدى دقة وتوازن هذا الكون.
يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فراس وليد، إن من حركة الكواكب، إلى انتظام الأفلاك، وصولاً إلى التوازنات الدقيقة التي تحكم الكون كله، نجد أن الكمال والإتقان هو السمة البارزة في هذا الخلق. لكن كيف يمكن لهذا الإتقان أن يكون مستمرًا ودائمًا عبر الزمن؟
وأضاف أن الإتقان في الكون يظهر بوضوح في كل تفاصيله، من أصغر الجسيمات إلى أكبر المجرات. كلمة “فُطُور” في الآية تشير إلى الشقوق أو النواقص التي قد تتواجد في الأشياء المصنوعة بيد الإنسان، ولكن عند تأمل السماء والكون، لا يمكن للعين أن تجد أي نقص أو خلل. هذه الحقيقة تؤكد أن الكون ليس فقط خالياً من العيوب، بل إنه يعمل بشكل متناسق ودقيق بطريقة لا يمكن تقليدها.
وتابع: أنه من بين أبرز مظاهر الإتقان في الكون هي التوازنات الدقيقة التي تحكم حركته. فعلى سبيل المثال، الجاذبية بين الكواكب والنجوم تعمل بطريقة تجعل الأجرام السماوية تبقى في مداراتها المحددة دون تصادم أو انحراف. هذا التوازن الدقيق يمنع أي فوضى كونية ويضمن استمرارية الحياة على الأرض، مشيرا أيضاً، إلى القوى النووية داخل النجوم تعمل بشكل متوازن للحفاظ على اندماج العناصر النووية، مما يُنتج الطاقة اللازمة للحياة دون أن تنفجر النجوم أو تنطفئ فجأة. هذا التوازن هو جزء من الإتقان الإلهي الذي يضمن استمرارية الكون وبقاءه على هذا الحال.
ولفت إلى أن النظام الذي يحكم حركة الكواكب، النجوم، والمجرات يعكس دقة لا متناهية. على سبيل المثال، المدارات التي تتحرك فيها الكواكب حول الشمس مصممة بدقة بحيث تحافظ على المسافة المناسبة لضمان درجات حرارة ملائمة للحياة على كوكب الأرض. أي تغيير بسيط في هذه المسافات قد يؤدي إلى كارثة، سواء بالتجمد أو الاحتراق. هذا التوازن يوضح أن الكون يعمل بموجب نظام دقيق ومحكم، منوها في الوقت نفسه إلى أن السماء لا تقتصر فقط على جمالها ودقة تصميمها، بل تلعب دوراً حيوياً في حماية الأرض. الغلاف الجوي، على سبيل المثال، يعمل كدرع يحمي الأرض من الأشعة الضارة والشهب التي تحترق قبل أن تصل إلى سطح الأرض. كذلك، طبقة الأوزون تحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. هذه الوظائف الحيوية تؤكد أن السماء خُلقت بإتقان لتكون درعًا واقيًا للأرض.
وأردف قائلا: إنه من المثير للاهتمام أن الكون لا يظل ثابتاً، بل إنه في توسع مستمر. هذا التوسع يحدث بطريقة متوازنة ومنظمة، بحيث يظل الكون في حالة من التوازن المستمر. التوسع الكوني يُظهر أن هذا الكون تم خلقه بنظام محكم يمكنه من الاستمرار في التوسع دون فقدان التوازن أو الانتظام، مما يعكس حكمة وإبداع الخالق، موضحا أنه رغم التقدم العلمي الهائل، لا يزال العلماء عاجزين عن العثور على أي خلل أو نقص في نظام الكون. على العكس، كلما تقدم العلم، كلما ازداد تأكيداً على كمال النظام الكوني. علم الفلك، الفيزياء، والكيمياء كلها تشير إلى وجود قوانين ثابتة تعمل بتناغم مذهل لتحقيق هذا الاتقان المستمر.
وختم قائلا: إنه عند تأمل هذا الكون البديع، ندرك أن كل شيء فيه قد خُلق بإتقان مطلق وتوازن دقيق لا مثيل له. سواء من خلال النظر إلى السماء أو دراسة القوانين التي تحكم الكون، نُدرك أن هذا الخلق هو مظهر من مظاهر القدرة الإلهية. الآية الكريمة التي تدعونا لتأمل السماء بحثًا عن أي خلل، تُجسد حقيقة أن هذا الكون هو نتاج لإتقان إلهي لا يُمكن إدراكه إلا بالتأمل العميق والعلم المستمر. في نهاية المطاف، هذا الإعجاز الكوني هو دعوة للتفكر في عظمة الخالق، والإيمان بأن هذا الكون ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لحكمة وإبداع لا نهائيين.