باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الكسوف والخسوف
أثبت العلم الحديث، أن أطوار القمر، قد تختلف من حال الي حال بقدر قربه وبعده عن الشمس، ومقدار الضوء الساقط عليه من الشمس وعلي ذلك حينما يكون القمر في وضع المحاق يأتي اجتماع القمر والأرض والشمس على استقامة واحدة ويتحرك القمر مروراً أمام الشمس ليغطى ضوء الشمس ويحجبه نهائياً عن الأرض فيحدث كسوفاً كلياً وإذا غطى القمر جزءاً من الشمس فيكون جزئياً، ومحاق القمر يحدث آخر كل شهر عربى وهو اقتران غير مرئى بين الشمس والقمر حيث يرافق القمر الشمس في شروقها وغروبها وتأتى ظاهرة الكسوف بالاقتران المرئى للقمر والشمس حيث يحجب القمر ضوء الشمس إما كلياً أو جزئياً، ويكون على خط واحد مستقيم مع الأرض، وعلى ذلك يولد الهلال الجديد للشهر العربي الجديد بعد كل اجتماع والقمر محاق أي بعد كسوف الشمس مباشرةً،وفقا لما قاله الدكتور أحمد محمد عبدالبر، الأستاذ بقسم الفلك بكلية العلوم جامعة الأزهر - ورئيس لجنة علوم الفلك والفضاء بالمركز.
وأشار إلى ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح والمتفق عليه:
(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم
ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة)، كما أن هذا الحديث يأتي لكي نتأمل عبارة
(آيتان من آيات الله تعالى) أي الدليل والبرهان والمعجزة، أي الشمس والقمر دليلان على
عظمة الخالق ودقة صنعه وإبداعه.
ويجب علي كل مسلم بالغ عاقل مكلف أن يتدبر ويتفكر في هذه الظاهرة ولا يكفي أن
ننظر إلى الشمس أو القمر دون أن نشغّل عقولنا ونبحث في النظام الدقيق والقوانين المحكمة
التي أودعها الله تعالى في هذين المخلوقين، فهو القائل: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ
بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)[الرعد: 2].
وأردف قائلا: إن حركة الشمس والقمر يأتي منها الحساب ومعرفة المطالع وبدايات
الأشهر والسنين حيث يقول الله تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)[الرحمن:
5].ولذلك جاء الحديث النبوي منسجماً مع النص القرآني وفي هذا دليل على أن الذي أنزل
القرآن هو الذي علم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحينما فزع النبي الي الصلاة وقت كسوف
الشمس يجعلنا دائماً ان نعود الي الله بالتوبة لاسيما وقت حدوث الظواهر الكونية العظيمة
التي تضع الإنسان في موضعه الحقيقي وهو الضعف والإذلال أمام الله تعالي.