جحود الإنسان أمام نعم الله.. أهم مقاصد سورة الانفطار

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 2:30 مساءً
  • 127
الإنفطار

الإنفطار

قال الدكتور فاضل السامرائي، إن سورة الإنفطار المكية كما في سورة التكوير تتحدث عن الإنقلاب الكوني، في يوم المشهد العظيم المتمثل في يوم القيامة قال تعالى:(إذا السماء انفطرت..)، ثم تتحدث الآيات عن جحود الإنسان وكفره بأنعم الله تعالى:(كلا بل تكذبون بالدين)، وذلك لأن الإنسان ينسى أن الملائكة تسجّل كل أعماله وأفعاله في كتاب يقرأه يوم الحساب. ثم تبين أحوال الأبرار وأحوال الفجّار في ذلك اليوم العصيب، وما يؤولون إليه من نعيم أو جحيم مصداقا لقوله تعالى (كلا إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).

كما أن في  السورة عتاب إلهي لهذا الأنسان الذي يسبح في بحر من النعم الربانية العظيمة سواء في نفسه وخلقه والكون من حولك لكنه لايعرف قدر هذه النعم ولايشكر الله سبحانه وتعالى على الفضل والتكريم (يأ أيها الانسان ماغرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك)، حيث يبين فيه سبحانه وتعالى سبب الجحود والإنكار من هذا الانسان لانه التكذيب في الدين فمن التكذيب بيوم الدين ينشأ كل جحود وسوء فهو سبحانه وتعالى يؤكد وجود هذا الحساب وجزاءه المحتوم الأكيد(كلا بل تكذبون بالدين، وإنا عليكم لحافظين، كراما كاتبين، إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين )

وختم أن السورة راحت تبرز عظمة هذا الحساب وهوله وعجز الإنسان من حول وطول فيه وتفرد الله سبحانه وتعالى يومئذ بالأمر (وما أدراك مايوم الدين، يوم لاتملك نفسٌ لنفسٍ شيئا والأمر يومئذ لله)، منوها إلى أن الرابط بين سورة الإنفطار واواخر سورة التكوير فالله سبحانه وتعالى بعد ان ذكر في أخر سورة التكوير( فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم ان يستقيم) أي فأين تذهب بكم عقولكم بالتكذيب بالقرأن بعد كل هذه الحجج القاطعة فناسب سبحانه وتعالى ان يبين في سورة الانفطار وعيد المكذب بالقرآن وجزاءه ببيان صوراً من أهوال يوم القيامة (إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت…).

تعليقات