باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
كشف الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور محمد السقا عيد، أن هناك أسرارًا مدهشة
بشأن الساعة البيولوجية في الحيوانات والحشرات، مشيرا إلى قوله تعالى "قَالَ
فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى {49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ
خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)، لافتا إلى أن المفسرين قالوا إن ربكما : أي رب موسى وهارون
(رب العالمين سبحانه وتعالى )، وأن خلفه صورته اللائقة بخاصة، ومعنى هدى : أي أرشده
إلى ما يصلح له.
وأشار إلى أن
هذين الآيتين يشيران إلى إقرار القرآن الكريم في إعجاز يأخذ بالألباب أن الله
سبحانه وتعالى هو الذي أعطى كل شيء (من إنسان ونبات وحيوان وكائنات حية دقيقة
وجماد) صورته اللائقة بخاصته ثم أرشده إلى ما يصلح له.
ولفت إلى أنه مايكل
ميناكر
Michael Menakerمن
جامعة فرجينيا قضى سنوات في دراسة الساعة البيولوجية في بعض الكائنات الحية فوجد
أن الحيوانات التي درسها (السناجب Hamsters،
الضفادع
Frogs،
الاجوانا
Iguana(من
الزواحف) يوجد بها خلايا تعمل كالساعة Clock cells،
وتقع في شبكية العينRetina،
وقام بجمع هذه الخلايا وحفظها حية في محاليل مغذية، وبدأ يلاحظ دقاتها أو
إيقاعاتها الزمنية، ماذا وجد؟ وجد أنها تسلك سلوكاً متشابهاً في كل هذه الحيوانات،
فتساءل: ما الذي تستفيده هذه الحيوانات من معرفة الوقت؟
وتابع: الإجابة
بسيطة فمن مصلحة هذه الحيوانات أن تعرف الوقت مهما كان موقعها في سلم الحياة والرقي،
هذه الحيوانات تحاول دائما أن تجد فريستها مع عدم وقوعها فريسة لغيرها، كما أن
بعضها يجد الليل مناسبا للبحث عن الطعام والاختباء بعيدا عن أعين الأعداء، وهذه
تعرف بالحيوانات الليليةNocturnal يقول الله تعالى: ( وله ما سكن في الليل والنهار وهو
السميع العليم) سورة الأنعام الآية 13، والبعض الآخر يجد الليل مظلماً بارداً لا
يصلح للصيد فيفضل قضاؤه في النوم حتى يستطيع أن يستيقظ مبكراً للبحث عما كتبه الله
له من رزق في هذا اليوم الجديد، وهذه تعرف بالحيوانات النهارية Diurnal والإنسان يقع ضمن هذه الفئة الأخيرة.
ونوه إلى قوله
تعالى (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة
لتبتغوا فضلا من ربكم000) سورة الإسراء، الآية 12 وكذلك قوله تعالى (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا )سورة
النبأ، الآية 10، 11
ولفت إلى مسألة
التنبؤ عند الحيوانات، حيث أكد أنه من مصلحة الحيوانات كذلك أن تتنبأ Predictأو تتوقع التغيرات البيئية، وتستعد لها
أفضل من أن تتفاعل معهاReact بعد
حدوثها. فمثلا التناسل في كثير من الأنواع يحدث في أوقات محددة خلال العام.
فالنباتات تنتج حبوب اللقاحPollen في الوقت الذي تنشط فيه الملقحات Pollinators،والحيوانات تلد عند
اعتدال الجو وتوفر المرعى الأخضر والفترة الضوئيةPhotoperiod هي التي تحكم التناسل في هذه الأنواع،
خاصة في المناطق البعيدة عن خط الاستواءEquator حيث يحدث اختلاف واضح في طول الليل والنهار في المواسم المختلفة.
والأغنام في البلاد الشمالية مثل بريطانيا مثلاً موسمية التناسل Seasonal breeder حيث تدخل موسم التناسل عندما تبدأ
الفترة الضوئية في النقصان، ويكون ذلك في بداية فصل الخريف ومن هنا جاءت التسمية Short-day breeders(أي الحيوانات التي تتناسل في النهار
القصير)
وتابع: وعلى
العكس منها أنواع أخرى من الحيوانات مثل الخيل الموسمية تدخل موسم التناسل عندما
تبدأ الفترة الضوئية في الازدياد (الربيع) أي أنهاLong-day breeders ، والهدف في كلا الحالتين
واحد: الولادة في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن طول فترة الحمل تبلغ حوالي خمسة
شهور في الأغنام، 11 شهرا في الخيل. وإذا عرفنا أن هناك أنواعاً من الحيوانات مثل
الكلاب والذئاب والثعالب والدببة تتناسل مرة واحدة في العام لأدركنا أهمية معرفة
الوقت بالنسبة لهذه الأنواع، أنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، لأنها إذا لم
تتناسل في هذه الفترة المحدودة والتي تستمر لبضعة أيام فقط خلال العام كله، فإن
عليها أن تنتظر عاما آخر إذا كان في العمر بقية. مع العلم بأن الأنثى في الحيوانات
لا تقبل الذكر في أي وقت، وإنما في وقت محدد من الدورة التناسليةEstrous cycle ، ويكون بغرض إخصاب
البويضات.
وأردف قائلا: إن
الحشرات التي تتميز بالبيات الشتوي مثل الذبابة المنزلية، والخنفساء المرقطة، وبعض
أنواع الفراشات والبعوض، قبل دخولها في البيات الشتوي، فإن دم اليرقة أو العذراء
أو الحشرة الكاملة – أيا كانت – ينتج مواد تسمى جليكولاتGlycols تشبه المواد المانعة للتجمدAntifreeze . هذه المواد نوع من أنواع الخنافس يقوم بالبيات
الشتوي تحت الثلج هي التي تمكن الحشرات من تحمل البرد القارص، حيث ويعتقد العلماء
أن إنتاج الجليكولات يبدأ عندما تقل الفترة الضوئيةPhoto-period أي عندما يبدأ طول النهار في النقصان، وذلك في
الخريف وبداية الشتاء. ويقل إنتاج الجليكولات بعد انتهاء الشتاء وقدوم الربيع حيث
تستبدل بالدم الطبيعي، ويستعد الدب لبياته الشتوي بابتلاع كميات كبيرة من الطعام
في أواخر فصل الصيف لتخزينه في جسمه على هيئة دهن، وحينما يحل الشتاء ويندر
الطعام، يذهب الدب للنوم في أحد الكهوف أو الحفر الجليدية التي يكون قد أعدها
لنفسه. والطيور المهاجرة تبدأ في تخزين الطعام في أجسامها لتسمن قبل موعد هجرتها
بأسابيع.
وأشار إلى
الجراد والذي يهاجر في أسراب كبيرة في مواعيد محددة إلى أماكن بعيدة، وهجرته ليست
بسبب الجوع أو ندرة الغذاء، فقد يهاجر من أرض ذات غذاء وفير، ولكن الوقت قد حان
للهجرة، وبعد وصوله إلى غايته في الوقت المحدد أيضا فانه يقضى على كل مظاهر الحياة
النباتية في المكان الجديد شر قضاء، وكذلك أشار إلى النحلة أيضا لتعرف أهمية الوقت
بالنسبة لها لقد علمها الخالق جل شأنه أن تضبط الوقت بدقة متناهية، فإذا ما وجدت
زهرة متفتحة أثناء رحلتها للبحث عن الطعام وحطت رحالها عليها لتمتص منها الرحيق،
فإنها تسجل الوقت والمكان بدقة متناهية، وفى اليوم التالي يتلقى مخها إشارة بأن
الوقت قد حان وأن عليها زيارة تلك الزهرة لجمع الرحيق، ولو فرض ولم تجد رحيقا في
اليوم التالي فإنها تسجل ذلك في مخها أيضا، وتذهب إلى زهرة أخرى وتسجلها عندها،
وفى النهاية يتكون لديها سجل تفصيلي عن هذا الحقل الذي تطير إليه يوميا لجمع
الرحيق منه، فالوقت كل شئ في حياتها، موضحا أن النحلة أيضا لتعرف أهمية الوقت
بالنسبة لها لقد علمها الخالق جل شأنه أن تضبط الوقت بدقة متناهية
وختم قائلا :
وقد استنتج العلماء أن الساعة البيولوجية لابد وأن تكون قديمة قدم الحياة نفسها
وأن الخالق العظيم قد وهبها لجميع المخلوقات، كل وما يناسبه من الساعات، ولم يحرم
منها كائن من كان حتى، ولو كان هذا الكائن وحيد الخلية، كما اعترفت بذلك الأبحاث
الحديثة. وهذا إن دل فإنما يدل على أهمية الوقت في حياتنا وحياة جميع الكائنات
الحية.