حديث القرآن عن أطوار الجنين يثير دهشة العالم الكندي كيث مور

  • أحمد نصار
  • السبت 17 أغسطس 2024, 7:53 مساءً
  • 154
مراحل تكوين الجنين

مراحل تكوين الجنين

 من يتأمل قوله تعالى في سورة المؤمنون " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، سيدرك عظمة الخالق في وصف ودقة مراحل خلق الجنين

اشتهر الدكتور كيث مور أستاذ علم الأجنة بجامعة تورونتو، الكندية ، باعتقاده أن النصوص القرآنية المتعلقة بعلم الأجنة تقدم دليلًا على أصل القرآن الإلهي. في مقالة كتبها، لفت إلى أن إشارات القرآن إلى تكاثر الإنسان ونموه متناثرة في الكتاب"، وأن "تفسير الآيات القرآنية المتعلقة بتكون الإنسان لم يكن ممكنًا في القرن السابع الميلادي، ولا حتى منذ مئة سنة."، مؤكدا في الوقت نفسه أن ما وُصف في القرآن عن نمو الإنسان يشير بوضوح إلى الأصل الإلهي للقرآن، قائلاً: "هذا يثبت لي أنه لا بد أن محمدًا كان رسولًا من عند الله."وفقا لصفحة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

وأشارت إلى أنه في عام 1980، تمت دعوة الدكتور مور إلى المملكة العربية السعودية لإلقاء محاضرة في علم التشريح وعلم الأجنة في جامعة الملك عبد العزيز. وأثناء وجوده هناك، تواصلت معه لجنة علم الأجنة بجامعة الملك عبد العزيز لمساعدته في إعادة تفسير بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتعلقة بالتكاثر البشري والتطور الجنيني. قال مور إنه اندهش من الدقة العلمية لبعض العبارات التي وردت في القرن السابع الميلادي "على مدى السنوات الثلاث الماضية، عملت مع لجنة علم الأجنة بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، لمساعدتهم في تفسير العبارات المختلفة في القرآن والسنة التي تشير إلى الإنجاب البشري وتطور الجنين قبل الولادة. في البداية، أذهلتني دقة العبارات التي تم تسجيلها في القرن السابع الميلادي، قبل تأسيس علم الأجنة."

وأوضحت أن الدكتور مور، قد ساهم بشكل كبير في دراسة مقارنة بين النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة مع علم الأجنة الحديث. قامت اللجنة بنشر عدة أبحاث بالتعاون مع مور وآخرين، مقدمةً أوراق علمية عدة، حيث نُشر طبعة خاصة من كتاب مور "الإنسان النامي: علم الأجنة الموجه سريريًا" للعالم الإسلامي في عام 1983، شملت صفحات تُعلق على آيات قرآنية متعلقة بعلم الأجنة.

ولفتت إلى أنه في الأربعينات من القرن العشرين، اقترح الدكتور ستريتر من معهد كارنيجي لعلم الأجنة في واشنطن العاصمة، نظامًا لتصنيف مراحل نمو الإنسان إلى 23 مرحلة اعتمادًا على اختلاف الشكل في كل مرحلة. هذا النظام استخدم على مدار 30 عامًا في جميع أنحاء العالم، كما أن في السبعينات من القرن العشرين، وضع الدكتور رونان نورالي من معهد كارنيجي في سان دييغو، كاليفورنيا، نظامًا أكثر دقة، حيث قام الدكتور كيث مور بدراسة القرآن والأحاديث لمدة 4 سنوات فيما يخص تصنيف الأجنة في القرن السابع الميلادي. ومن المعروف أن علم الأجنة كان أحد العلوم المجهولة حتى القرن العشرين. لهذا السبب، فإن الدقة في وصف مراحل نمو الأجنة في القرآن تعتبر مستحيلة بناءً على المعرفة المتاحة في القرن السابع، والاستنتاج الوحيد هو أن هذا الوصف نتيجة وحي من السماء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكّدًا أن النبي محمد لم يكن له أي تعليم على الإطلاق ليعرف هذه التفاصيل الدقيقة.

الآيات القرآنية المتعلقة بعلم الأجنة مثل ما جاء في سورة الطارق (الآيات 5-6) "ماء دافق"، أو ما يشير إلى الانبعاث القوي للسوائل الناتجة عن القذف لدى الذكر والتبويض عند الأنثى، كلمة "سلالة" – سورة المؤمنون (آية 12): حيث تشير الكلمة إلى استخراج جرثومة أو خلايا جنسية واحدة من ملايين الجراثيم المنتجة، وكذلك كلمة "نطفة" حيث تشير النطفة إلى النقطة الصغيرة السائلة المحتوية على الحيوان المنوي والبويضة، ووكلمة كلمة "أمشاج" – سورة الإنسان (آية 2):استخدمت لوصف اختلاط الحيوان المنوي والبويضة خلال التلقيح، وكذلك كلمة "الحرث" – سورة البقرة (آية 223)، والتي تشير إلى العملية الجنسية وزرع الجنين مثل زرع البذرة في الأرض.كلمة "علقة" – سورة المؤمنون (آية 14)، حيث تشير إلى أن الجنين في هذه المرحلة يشبه العلقة التي تتعلق ببطانة الرحم وتمتص الدم، مما يشير إلى مظهر وطبيعة الجنين في هذه الفترة.

 وأضافت أن التفاسير القرآنية مثل تفسير الزمخشري والشنقيطي/ قالت في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ أن هذه المرحلة تشير إلى التغيير الكبير في طبيعة الجنين من جمود إلى حيوية ونطق وسماع وإبصار،وأشارت إلى أنه في كتاب علم الأجنة، تحت عنوان "النشأة خلقًا آخر"، يُشير العلماء إلى أن هذه المرحلة تبدأ في الأسبوع التاسع وتستمر حتى الأسبوع الثاني والعشرين متطورةً بسرعة، وتكون معالم الجنين واضحة بشكل ملحوظ، من تطور العظام إلى نمو العضلات وتمايز الأعضاء التناسلية والجلد، القابلية للحياة – الأسبوع 24-6 شهور – سورة الأحقاف (آية 15)، حيث  تشير الآية إلى أن الجنين يبدأ في اكتساب القدرة على النجاة خارج الرحم بشكل معقول عند بلوغ 24 أسبوعًا.

وقالت الصفحة أن الدكتور كيث مور قد قدم نصيحة للأطباء العرب، حيث أوصاهم بضرورة بمواصلة البحث والتعمق في دراسة علم الأجنة كما ورد في القرآن الكريم للاستفادة من النظرة العلمية والتفسيرات التي لا تزال تسهم في فهم جديد ومتطور للتطور الجنيني.

 

 

تعليقات