ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، إن القول بأنه "لا يجوز دراسة الفلسفة والمنطق ولا علم الكلام لأنها علوم تؤدي إلى الإلحاد"، لا يصح ومتناقض وفاسد.
وبين في منشور
عبر حسابه الرسمي على فيس بوك: أنه لو يحرم دراسة الفلسفة والمنطق لأن دراستها أدت
لإلحاد البعض، فذلك أيضًا يحرم استخدام العقل لأن هناك من ألحد بعقله، وكذا يحرم
العلم كله لأن هناك من ألحد بسبب العلم كما يزعم!!
وذكر أن الإشكال
ليس في هذه العلوم، إنما في الفهم الصحيح، والبصيرة، ولا يوجد علم يؤدي إلى الإلحاد، بل.
وأشار إلى أن من
حرم دراسة الفلسفة والمنطق لا يخلوا من حالتين إما أن يكون درسها وبناءً على ما درس
حرمها، وهنا يكون قد وقع في تناقض، ويحرم علينا دراسة ما درسه هو، و إما أنه لم يدرس هذه العلوم من قبل،
وبالتالي لا يحق له تحريم شيء لم يطلع عليه.
وتابع: لو قال
قائل إن من حرموا دراسة تلك العلوم حرموها بعد دراستهم لها فأرادوا بذلك النصح
والإرشاد، أقول لهم حال هؤلاء لا يخلوا من أمرين أيضًا إما أنهم ألحدوا بعد دراستهم لهذه
العلوم، وهنا لا يحق لهم تحريم الشيء أو حله، فالملحد لا يحرم ولا يحل، و إما أنهم سَلموا وزاد إيمانهم، ويكونوا
وقتها حُجة على أنفسهم، فكما حصل معهم سيحصل مع غيرهم.
وأوضح أن التحريم
كان بدليل من القرآن والسنة أو إجماع العلماء على ما استنبطوه من أدلة شرعية.
وواصل: لو
افترضنا أن هذه العلوم والدراسات فيها مشاكل فكرية، فهذا يدعونا للاطلاع عليها
ودراستها، لنستطيع محاورة أهل الباطل الذين يحاورنا بتلك العلوم، وإلا كيف
ستحاورهم بشيء لم تدركه؟ مبينا أن المستشرقين لما أرادوا غزو المسلمين
فكرياً، درسوا دينهم، وثقافاتهم وعلومهم، وعاداتهم الخ، فانتقوا واجتزأوا ليشككوا
ويدلسوا، مردفا: "وأنت بحاجة لتعلم دراسات هؤلاء لترد
باطلهم بالحق".
ونوه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل كُتاب الوحي من الصحابة ليتعلموا لغة عدوهم.
وشدد الباحث في
ملف الإلحاد أنه لا شك أن هذه الدراسات فيها شيء من الانحرافات الذي قد يقع فيها
الإنسان بسبب سوء الفهم، لذا على المسلم تعلم عقيدته الصحيحة أولًا ثم ينطلق منها
إلى ما شاء، قال تعالى : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ
اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ
هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ ).
واختتم مؤكدا أن دراسة العقيدة هي فرض عين على كل مسلم، وليس فقط على من يدرس هذه العلوم، لأن العقيدة هي الأساس الأول الذي يُبنى عليه الإيمان والكفر، والإسلام هو عقيدة وعمل، فلا عمل بلا عقيدة ولا عقيدة بلا عمل "ولا أتخيل مسلمًا يهمل هذا العلم".