محمد سيد صالح: تفسير متوازن للآيات القرآنية يزيل الالتباس حول الإيمان وتفضيل الرسل
- الأربعاء 15 يناير 2025
تعبرية
رد محمد سليم مصاروه، الباحث في ملف الإلحاد، على شبهة ذهاب الشمس وسجودها تحت العرش، والتي يرددها الملاحدة بين الحين والآخر.
وأوضح في تقرير
نشرته منصة "العلم يؤكد الدين"، أن الاسلام هو الدين الصحيح الذي لم
ينله أي تحريف، وهو أوسع الأديان انتشارًا ولذلك فهو الدين الذي تُحاك ضده اكثر
الافتراءات والشبهات، ومن بين تلك الافتراءات، الادعاء أنَّ الحديثين الشريفين
أدناه من صحيح البخاري يحتويان على خطأ علمي لانهما يقولان بدوران الشمس حول الأرض.
وأشار إلى أن
الحديث الأول يقول: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ
إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ
: كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد
غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ
أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت
الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم".
أما الحديث الثاني: قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم
التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرّ حِين غَرَبَتْ
الشَّمْس " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله
أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى
تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد
فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا
اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى
: " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز
الْعَلِيم
".
وفي رده على الشبهة شدد على أن الحديثين يذكران مخاطبة الرسول صلى الله عليه سلم لأبي ذَر الغفاري، والإنسان الواقف على سطح الأرض لا يشعر بحركة كوكب الأرض لأنه واقف عليه وله نفس سرعة دورانه، ونحن نرى شروق الشمس وغروبها وكأنها هي تتحرك، وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها وكوننا ضئيلي الحجم نسبةً إلى الأرض، ولذلك فالحديث الشريف لا يُقَرِر ُّحقيقة علمية وإنما يُقَرِرُّ ما يراه الناظر الواقف على سطح الأرض وليس في ذلك أي تعارض علمي .
وتابع: تغرب
الشمس من منطقة وتشرق في منطقة أخرى، فهي دائمًا في غروب أي أنها دائمًا في حالة
سجود تحت العرش، والعرش شيء غيبي لا يمكننا رصده، وهو سقف المخلوقات، وجميع
الخلائق في السموات والأرض وما بينهما تحت العرش مقهورين لقدرة الله تعالى، والشمس
مثلها مثل كل المخلوقات، دائمًا موجودة تحت العرش ودائمًا في حالة سجود، وهو أمرٌ
غيبيٌ لا يعلم أحدٌ كيفية سجود الشمس إلا الله سبحانه وتعالى، وقد أخبرنا عن سجود
جميع المخلوقات له فقال : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ
عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) الحج/18.
وأوضح أنه من
المعروف أن الأرض تدور حول الشمس، ومن المعروف أيضًا أنَّ مجموعتنا الشمسية كلها
تدور حول مركز مجرتنا (درب التبانة) في مسار فلكي بسرعة 800 ألف كيلومترًا
بالساعة، فالشمس تسبح في الفضاء والأرض تدور حولها، والحديث الشريف يُنبئ في آخر
الأيام بشروق الشمس من مغربها، ومنطقيًا يمكن حدوث ذلك إذاً انعكس اتجاه دوران
الأرض حول محورها، مؤكدا أن جريان الشمس حتى سيتسمر حتى مُستقر الشمس أي توقف
حركتها في الفضاء وانهيار الكون على نفسه.