إلحاد المساكين.. محمد سيد صالح يحذر من الطعن في السنة والقرآن

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 14 أغسطس 2024, 1:10 مساءً
  • 188
محمد سيد صالح ـ باحث في ملف الإلحاد

محمد سيد صالح ـ باحث في ملف الإلحاد

حذر محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، من خطورة الطعن في السنة النبوية المطهرة، معتبرا ذلك طعنا واضحا في القرآن الكريم، وأن الطعن فيهما تحريف لدين الإسلام بالكلية.

جاء ذلك في مقدمة كتابه "إلحاد المساكين"، والتي نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة فيس بوك، وهذا نصها: 

أبدأ معكم بمقولة قرأتها في كتاب "أحجار على رقع شطرنج" لأحد مشاهير الفلاسفة "أدموند بورك": إن كل ما تحتاج إليه قوى الشر لكي تنتصر هو أن يظل أنصار الخير مكتوفي الأيدي دون القيام بعمل ما." حقيقة واضحة كالشمس في كبد السماء، يراها ويعرفها الكثيرون.

وحقيقة الأمر: إنَّ أعداء الإسلام ( قوى الشر ) من الطوائف والأمم التي قضى عليها الإسلام ونسخ ديانتها، لم يهدأ لهم بال ولم يقر لهم قرارٌ منذ رأوا ذلك الانتشار السريع للإسلام، وذلك الإقبال الشديد عليه من أبناء شعوبهم؛ لذلك شرعوا في الكيد والمكر لهذا الدين وأهله. ولما كانتِ المجابهة المكشوفة لهذا الدين وكتابه الكريم غير ممكنة، لجأ هؤلاء الأعداء إلى إثارة الشبهات حول السنة، وبثِّ الشكوك بين المسلمين، وقد وجهوا رماح شكوكهم وسهام شبهاتهم إلى السنة المطهرة ورواتها.

فالسنة؛ هي الموضحة والمفسرة والشارحة للقرآن، كثيرًا ما كانت تنزل آيات من القرآن الكريم مجملة غير مفصلة، أو مطلقة غير مقيدة؛ كالأمر بالصلاة الذي جاء مجملًا، لم يبين القرآن عدد ركعاتها ولا هيئتها ولا أوقاتها، وكالأمر بالزكاة جاء _ أيضًا_ مطلقًا، لم يقدر بالحدِّ الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، ولم يبين مقاديرها ولا شروطها.

وكذلك كثيرٌ من الأحكام التي لا يمكن العمل بها دون الوقوف على شرح ما يتصل بها من شروطٍ وأركان.

فالطعن في السنة طعن في القرآن الكريم، والطعن فيهما تحريف لدين الإسلام بالكلية، وهذا مقصد أولئك الأعداء مما ألقوه من الشكوك والشبهات".

ولكن تصدى لهؤلاء الاعداء رجال وقفوا أمام شبهاتهم واظهروا زيفهم وحقدهم على الإسلام حتى عاد الاستقرار والسكينة في نفوس المسلمين، وعادت عقول المسلمين لا تسمح لقبول هذه الشكوك والشبهات خاصة أن هذه الفترة كانت قريبة بعهد النبوة والصحابة وكان لدى المسلمين حصانة فكرية وعقلية متينة، فضلًا عن وحدتهم التي كان يصعب هدمها.

واستمر الإسلام في الانتشار الواسع في مشارق الأرض ومغاربها حتى أصبح للمسلمين السيادة والقيادة والتقدم العلمي والعملي والاقتصادي والسياسي والحربي والفني.

فازداد حقد أعداء الدين لهذا الدين وأهله فلجأوا لخطة من نوع أخر وهي القيام بحروب مادية مسلحة بالأسلحة العسكرية، لغزو بلاد المسلمين، واستلاب أموالهم، وهدم حضارتهم، وتحويلهم عن دينهم الذي هو مصدر قوتهم ووحدتهم، ومنبع حضارتهم وتقدمهم في شتى المجالات الإنسانية. وهذه كانت خطة (أعداء الدين وقوة الشر) يوم كانت العواصم الإسلامية في العالم تعيش في خيرات مجدٍ خلفه المد الإسلامي في العلم والحضارة والتقدم، في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية المادية والنظرية، بالإضافة إلى ألوان المعارف الروحية الدينية، والكمالات الأخلاقية، والنظم التشريعية الشاملة كل شؤون السلوك الإنساني الفردية والاجتماعية، والكفيلة بضمان الحق والعدل والسعادة.

 بينما كانت عواصم العالم الآخر غارقة في أوحال الجهالة والتخلف والبعد عن القيم الحقيقية للأخلاق الفاضلة الكريمة، والكمالات الإنسانية، والمفاهيم الصحيحة للحياة، بدءًا ومعاشًا ومعادًا.

 

وقد استمر هذا النوع من الاستعمار المادي قرابة قرنين من الزمان حتى تم جلاءهم تمامًا على يد أبطال من أبطال المسلمين كالشهيد نور الدين وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم وعادوا لنقطة أدنى من الصفر.

 وهذا راجع لبسالة المسلم وأن الحياة في سبيل الله تتساوى عنده مع الموت في سبيله وأن المسلم كان غايته هو إعلاء الحق وحسب. أما هؤلاء فكان غايتهم شهوات الدنيا وملاذها وهنا لن يصمد طالب الدنيا أمام طالب الآخرة.

حتى أدرك هؤلاء (أعداء الإسلام وقوى الشر) بعد تجارب عديدة من الغزو المادي أنه لن ينفع وأنه يولد رد فعل قوي فلجأوا لنوع آخر من أنواع الغزو وهو الغزو الفكري والنفسي والخلقي. وانتهى المخططون منهم إلى القاعدة التالية: (إذا أرهبك سلاح عدوك فأسفد فكره، ينتحر به).

 

وكذلك فعلوا وكذلك يفعلون باستمرار في الشعوب الإسلامية لإفساد جانب من جوانب الفهم السليم، والفكر الصحيح في معالجة المشكلات الكبرى، ثم استدراجوها إلى مزالق خطرة تلجأ فيها إلى استخدام أسلحتها ضد نفسها، فتكون بمثابة من ينحر نفسه حماقة وجهلًا.

وكان في مقدمة أعداء الإسلام الذين خططوا لهذا الغزو الفكري طائفة يهود، وقد كانوا بمثابة الشيطان في عصابة المجرمين، ثم صار الصليبيون هذه المسيرة صد المسلمين بتعصب مقيت، بعد خيبة الحروب الصليبية، وجندوا لذلك جيوشًا كثيرة، وجربوا خلال عدة قرون مخططات شتى، أخضعوها للتطوير والتحسين، لتظفرهم بمكاسب أوفر مما يبتغون تحقيقه في الشعوب الإسلامية.

وكان لهذا الغزو الشيطاني أثره البالغ، وقطف أعداء الإسلام من ثمره، ووهنت قوة المسلمين، وتشتت شملهم، واستجاب كثير من أبناء المسلمين لوساوس الغزاة ودسائسهم، فاتبعوهم في كثير من أفكارهم، ونظم حياتهم، وطرائق عيشهم، وأخلاقهم وعادتهم.

ويتابع أعداء الإسلام عمليات هذا الغزو الشيطاني الخبيث، بغية القضاء على الإسلام، وتحويل المسلمين عنه تحويلًا تامًا، ومن وسائلهم تحريف الحقائق الإسلامية، وتشويهها، وتزيين زيوف الأفكار الغازية وتحسينها.

 وسلكوا لانتشار هذا الغزو الفكري طرق عدة لن اتطرق لها بالتفصيل في هذا الكتاب ولكن ما يهمني طرحه هنا الأصناف الأربعة وهم من بني جلدتنا والذين هم نتاج هذا الغزو الفكري الخبيث حتى أصبحوا مساندون ومؤازرون لأعداء الإسلام وكانوا سببًا بعد ذلك في انتشار الفكر المادي والإلحادي في نفوس الشباب حتى أصبحوا لفكرهم الناتج عن الغزر الفكري ضحايا:

المساندون والمؤازرون لأعداء الإسلام أربع أصناف وللأسف من بنى جلدتنا وهم ( لأُجراء، الخارجون، المتهاونون، المنفرون من الدعاة ).

الصنف الأول:

الأُجراء: هم من باعو الدين بثمنٍ بخس دراهم معدودة، أو منافع محدودة، أو مناصب موعودة، أو شهوات مبذولة.

وهؤلاء وظيفتهم على سبيل المثال: الإجتزاء والانتقاء وتصيد الأخطاء والآراء والأقوال الشاذة من بطون الكتب الإسلامية المردود عليها من أهل العلم لتشوية صورة الدين وتوهم الناس أن هذا منهج علماء الإسلام دوما

ويستفاد من ذلك أعداء الدين أمرين:

الأمر الأول: تشجيع فريق من المسلمين للأخذ بهذه الاقاويل المغلوطة لإبعادهم عن حقيقة الدين.

الأمر الثاني: إبراز صورة مشهوة عن الإسلام أمام الأجيال الناشئة فينفرون من الدين.

الصنف الثانى:

الخارجون: وهم الخارجين من الدين جزئياً أو كلياً وأخطر أنواع الخارجين هم الخارجون من المثقفين بالثقافات الحديثة التي تبعد كل البعد عن مجال التقدم المادي، ودائما يتحدثون بإسم الوطن والوطنية والنهضة والتقدم وهم أبعد للوطن والنهضة مما يتصور، ومهمة هؤلاء على سبيل المثال إلصاق أشياء مخالفة للدين بالتقدم المادي، وفى حقيقة الأمر أنه لا علاقة لها بأى تقدم مادي، كتصوير العرى والسفور والربا من اسباب تقدم الغرب إنما الحجاب والستر والتمسك بتعاليم الدين سبب التخلف.

الصنف الثالث:

المتهاونون: وهم من أخطر الأصناف التي تساند أعداء الإسلام بقصد أو بدون قصد، فهؤلاء لا يبالون ولا يكترثون لشيء مادام الواحد منهم يأكل ويشرب ويعمل ويقضى حاجاته ورغباته، فلا يقاوم ولا يبالي يعيش بسلبية ويتخلف عن دوره الحقيقي في الحياة وهؤلاء هم الأرض الخصبة لأعداء الإسلام، لسهولة بث سمومهم وافكارهم وهم على علم بأنهم لن يجدوا من يقاومهم.

الصنف الرابع:

المنفرون من الدعاة: وهم بعض القائمين بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن باسلوب قاس غليظ عصبي منفر لا يعلمون شيئا عن فقه الدعوة واساليبها والطرق التوقيفية للدعوة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة هؤلاء قلة قليلة ولكن دائماً يصدرونهم على الشاشات وفى الإعلام وكأنهم السواد الأعظم من الدعاة، ليثبتوا بهم صحة كذبهم على الإسلام وأنه دين فيه شدة وغلظة.

فغالباً يعطون صورة منفرة مشوهه عن الإسلام وحقيقته.

تلك الأصناف الأربع من أخطر المساندين لأعداء الإسلام رغم أنهم من بني جلدتنا.

تعليقات