ماهو السر المستور في البحر المسجور؟!

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 13 أغسطس 2024, 01:32 صباحا
  • 272
البحر

البحر

قال محمد حسن كامل، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم،إن المقصود بالبحر المسجور، أي البحر قد اتقد أو أمتلئ ، لافتا إلى أن البحر، قد ذكر في القرآن الكريم على مستوى الكلمة 33 مرة , وعلى مستوى الجذر 42 مرة.

وتابع: وأما المسجور فهو من الفعل (سجر)، والمسجور هنا بمعنى المشتعل والموقد، ويذكر ابن فارس أن (سجر) لها ثلاثة معانٍ، وهي المَلء، والمخالطة، والإيقاد، حيث ذهب فريق من أهل اللغة إلى أن البحر المسجور هو البحر الذي امتلأ ناراً، يقول ابن منظور: "سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه ملأَه، وسَجَرْتُ النهَرَ ملأْتُه، منوها إلى أن الصورة الذهنية التي تجسدت من هذه المعاني أننا نقف أمام البحر المسجور أو بحر ملئ بالماء والنار .....!!، أي نحن نقف أمام ضدان هما الماء والنار ، هنا الماء لا يطفئ النار، وهنا النار لا تبخر الماء، مشيرا إلى أن صورة ذهنية يستحيل العقل العربي أن يتخيلها في الإسلام بالرغم أن مكة ليست بعيدة عن شواطئ البحر الأحمر كيلومترات معدودة، حيث يوجد نار تحت الماء، وكذلك نار في قاع البحار والمحيطات .

وأشارإلى أن البحر المسجور هو إرتباط علمي بين البحر والمسجور، فلم يوجد النهر المسجور يبدو أن الماء المالح له سر في خاصية الإشتعال، بينما البحار والمحيطات هي الخزان الأكبر للمياة على كوكب الأرض، وتلك الخزانات الحافظة للماء بدرجة من الملوحة تمنع فساد الماء عن فطرته .

ولفت إلى أن الأنهار تتكون من تبخير مياة البحار والمحيطات , فصل الأملاح في حالة التبخر، مع أن سقوط الأمطار بماء عذب يصلح للإنسان والنبات والحيوانات وسائر الكائنات الحية، حيث أن خلف الستار والجدار بعيداً في باطن الأرض، حيث تمتد التصدعات الأرضية لتشمل قاع البحار والمحيطات، ففي قاع البحار هنالك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهرالمشتعل  من باطن الأرض. وقد اكتشف العلم الحديث هذه الشقوق حيث تتدفق الحمم المنصهرة في الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق!

وأردف قائلا: إن هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل في سورة الطور ((  وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ )) أي أن الطور إشارة لجبل الطور في سيناء، إذا اتجهنا شمالاً كان البحر المتوسط ، وإذا اتجهنا جنوب سيناء كان البحر الأحمر، وفي الشمال بحر، وفي الجنوب بحر، حيث تتجلى حكمة الله ورحمته في وجود تلك الصدوع في قشرة الأرض.

وأضاف: ويسأل الإنسان عن سرّ وجود هذه الصدوع، ولماذا جعل الله الأرض متصدعة في معظم أجزائها؟ إن الجواب عن ذلك بسيط، فلولا هذه الصدوع، ولو كانت القشرة الأرضية كتلة واحدة لا شقوق فيها، لحُبس الضغط تحتها بفعل الحرارة والحركة وأدَّى ذلك إلى تحطم هذه القشرة وانعدمت الحياة , أو بمعنى أصح إنفجار الأرض بمن فيها ومن عليها .

وأوضح: لذلك يمكن القول إن هذه الصدوع هي بمثابة فتحات تتنفس منها الأرض، وتخرج شيئاً من ثقلها وحرارتها وضغطها للخارج. بتعبير آخر هي صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأرض وتوازنها.

تعليقات