د. عبد المنعم فؤاد يكتب: احترام زي الجامعة واجب

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 11 أغسطس 2024, 11:01 صباحا
  • 264
د. عبد المنعم فؤاد

د. عبد المنعم فؤاد

ألمني مشهدا رأيته اليوم وسط قاعات العلم الجامعي في إحدى جامعاتنا؛ فبعد أن جاهدت الدولة في بناء السلم التعليمي لسنوات طوال، وجاهد الأبوان في تعليم ولدهما ماديا ومعنويا: للأسف نرى الجامعة التي تسلمت عقل الطالب لتهذب فكره وتعطيه الجرعات العلمية التي يحمى بها نفسه، وينهض من خلالها لرفع شأن بلده، وبحضور البعض من أعضاء هيئة التدريس بكامل زيهم الجامعي يصطفون على المنصة ليسلموا شهادة تخرج لطالب ينتظره العباد وتأمل في جهده العلمي البلاد.

وللأسف شاهدنا طالبا في حفل تخرج يأتي لأساتذته من آخر القاعة على قرع الموسيقى الراقصة غير اللائقة، والطالب يتراقص إلى أن وصل للمنصة وهو يرقص (على واحدة ونص) وأساتذة المنصة ينتظرون انتهاء الطالب من وصلة الرقص، ويقفون بزيهم العلمي (الموقر) يصفقون والطلاب لهم متبعون!

تلك مشاهد تنشر الآن على الميديا (وعلى عينك يا تاجر) فهل وصلنا بطلابنا وبناتنا فلذة أكبادنا لهذا المستوى؟

وهل الجامعة منتهى ما تقدمه للبلاد من منتج بشري هو الطالب الراقص الذي يمشى على الأرض يتمايل ويهتز وكأنه في ملهى ليلي، وليس في جامعة تحف جلساتها العلمية ملائكة الرحمة؟!

وكيف يشارك أساتذة فضلاء في مثل هذه المشاهد، وبزي جامعي له حشمته ووقاره؟، بل أرى أن من فعل هذا وشارك قد خالف ميثاق الشرف والوقار الجامعي والذي يجب أن يتحلى به أستاذ الجآمعة، ويجب أن يقدم - من وجهة نظري - للجان القيم والتحقيق في الجامعة!!...

أليس هناك رجل رشيد من زملائنا في هذه الجامعة أو غيرها يقول: عيب؟!

إن الأمر لو كان خارج مدرجات ومنصات الجامعة لقلنا الأمر هين، لكن تحت سمع وبصر ورعاية الجامعة وبزي علمي معروف!.

إن البلاد( يا سادة ) نهضتها في أخلاق أبنائها، وطموحاتهم العلمية المفيدة التي تبني ولا تهدم، وتنتج ولا تكون عالة على الغير.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إن هذا المشهد الذي ينشر عن فلذات أكبادنا وبرعاية من يرتدون زي الأستاذية والذي لا يرى إلا على المنصات العالية في المناقشات العلمية الراقية لا يعني فرحة وبهجة وسرورا؛ بل يعني عدم تقدير للمهام العلمية والمسؤلية الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها أستاذ الجامعة، ولا يليق أن يكون منتهى طموحات بعض جامعاتنا هو تخريج (الطالب الراقص) للمجتمع باسم فرحة التخرج، ولكن الفرحة الحقيقة تكون بفضل الله ونعمه وشكره الذي أتمّ المسيرة العلمية لأولادنا بخير وعافية.

  قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

والله المستعان.

تعليقات