باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
أكد محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، أن "أطفالنا هم مستقبلنا وهم مشروعنا الحقيقي" لذا من الواجب أن نحسن إليهم بحسن الرباية والرعاية والعناية والحفاظ عليهم من السقوط في العالم الافتراضي الغير حقيقي المعتمد على العزلة التامة والاكتفاء بالهاتف كصديق وحبيب وقريب، ومما لا شك أن هذا مخالف لسنة الله عز وجل في الأرض قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ) فالله جل وعلا خلقنا في مجتمعات نتأثر بمن حولنا ونؤثر في من حولنا بفعاليات حقيقية وتأثيرات مباشرة حقيقية لا وهمية.
وأوضح في منشور عبر
حسابه الرسمي على فيس بوك، أن الوهم خطر يسلب قدرة الإنسان على التمييز بين الحق
والباطل والواقع والخيال، فيكذب الحقائق ويصدق الخيال ويسترسل معه، كما أنه طريق
موصل للإلحاد .
وبين أنه قديمًا وقبل
ظهور العولمة كنَّا ندرس أنها ستجعل العالم كقرية صغيرة، ولكن بعدما عاصرنا
العولمة وأصبحنا فيها اكتشفنا أنها جعلت العالم كغرفة صغيرة كلٍ منا يحتك بالآخر
يسمع منه ويرى ويتحدث معه…الخ
وتابع: أصبحت تكنولوجيا
الاتصال الحديثة بتطبيقاتها المذهلة مظهرًا من مظاهر القرن الجديد ومؤشرًا من
مؤشرات المعلوماتية ومعيارًا جديدًا لتصنيف الدول وحتى الأشخاص، وهذه المكانة آخذة
في الازدياد بشكل مطرد مع انتشار هذه الوسائط وتمفصلها في كل المؤسسات الاقتصادية
والسياسية والعلمية وحتى الاجتماعية، والأسرة بشكل خاص حيث أصبح يستخدمها أغلب
أفرادها بين تلبية حاجيات ضرورية أو لمواجهة ضغوط الحياة المتزايدة أو حتى على
سبيل الترفيه والاستكشاف ( سطر تحت الاستكشاف)، وهذا الاستخدام الذي قلب موازين
الأسرة الحديثة في عادات وأنماط استخدام هذه الوسائط أو الآثار التي تتركها مضامين
هذه التكنولوجيات بسبب استخدامها، (استخدام الإنترنت وأثره على منظومة العلاقات
الاجتماعية داخل الأسرة الجزائرية المسلمة في ظل العولمة التكنولوجية من منظور
الاستخدامات والاشباعات/ أطروحة دكتوراة علوم في علوم الإعلام والاتصال/ إعداد:
الطالب جمال الدين عباد/ ص: ١١ ).
وذكر أنه باستقراء
واقعنا اليوم أصبح من المستحيل للفرد أن يستغني عن خدمات تكنولوجيا الاتصال
والمعلومات وهذا يجعلنا نطرح تساؤلات كبرى عن التغيرات التي تطرأ خاصة كيف يؤثر
الاتصال الالكتروني على الاتصال الشخصي؟ وهل هذه الوسائط ستساعد في المحافظة على
الروابط الأسرية وستحفظ المشاعر بين الأشخاص؟
شدد على أن السوشيال
ميديا تؤثر على العلاقات الحقيقية والروابط الاجتماعية فيفضل البعض منهم الوهم عن
الحقيقة، فينتج هذا الوضع جيلًا مشوهًا داخليًا فاقدًا لروح الجماعة، عاجزًا عن
العمل الحقيقي، عاجزًا عن المواجهة والتحدي، عاجزًا عن الثأر وأخذ الحق، عاجزًا عن
البحث مستسلمًا لما يبث في عقله وقلبه من شكوك ووساوس.
وقدم عددا من النصائح
للوصول إلى حل وتتمثل فيما يلي:
١.على الآباء ألا يقدموا هذا السُم للأطفال منذ الصغر من
باب الإلهاء وإراحة أنفسهم من ضوضاء الأطفال.
٢.على الآباء الجلوس أمام أطفالهم بدون الهواتف وأن تبدل
القراءة من الهواتف بالقراءة من الكتب.
3. لا يمنع الطفل بالكلية من استخدام الهواتف، بل يُسمح
للطفل باستخدامه في مرحلة متأخرة حتى لا يشعر باحتياج دائم له، أو حينما يرى غيره
من أطفال العائلة يستخدمون الهواتف، فقد يشعر بنوع من الحرمان. (بشرط أن تكون فترة
الاستخدام قليلة جدًا).
٣.تشارك أطفالك وقت اللعب ولو دقائق، هذا ينمي عندهم
الترابط الأسري.
٤.تترك أطفالك يلعبون مع أطفال الجيران ممن تثق في تربيتهم
أو أطفال العائلة في الشوارع والمنتزهات كما كنا نفعل في طفولتنا لتعزيز النفس
والاعتماد والشجاعة، وهذا أمر ملموس في أطفال غزة عندهم من القوة والبسالة والشجاعة
واللباقة في الكلام ما لم نراه عند الكبار، وعند بحثي عن سبب هذا وجدت الأطفال
يلعبون إلى الأن السبع طوبات، والكرة الشراب وفتحي يا وردة بالشوارع وغيرها من ألعاب طفولتنا التي تربي عندهم روح
الترابط والمشاركة. ( نتحرر قليلًا من قيود التربية الحديثة والخوف الزائد على
سلوك الأطفال الذي ينقلب عكسي في كثير من الحالات ).
واختتم مؤكدًا على الرقابة
الصحيحة العاقلة الرشيدة، متابعا: "دعوكم من القول الزائف أن المُراقَب سيفعل
ما يريد من وراء الأظهر، فهذا غير صحيح، فالرقابة أمر لا غنى عنه، والرقيب إسم من
أسماء الله الحسنى، كما أنه لا يخلوا مكان في زمننا الحالي منزل كان أو مؤسسة
كبيرة أو صغيرة من وجود كاميرات المراقبة، بل ويصرح صاحب المكان بلافتات مضمونها (
انتبه المكان مراقب بالكاميرات ) فالرقابة لا يُقصد بها حد الحريات أو إقامة
الديكتاتوريات، إنما يُقصد منها الحفاظ على سلامة الأطفال من خطر ما يجذبهم رؤيته
فقد ينجذبون لأيادي غير أمينة خبيثة تريد لهم الهلاك".