محمد صالح: تنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح يحميهم من مخاطر الالحاد

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 08 أغسطس 2024, 8:40 مساءً
  • 185
محمد سيد صالح

محمد سيد صالح

أكد محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، ضرورة أن يعود أولياء الأمور الأطفال على التدبر والتأمل، مشددا أنه لو تعودوا على ذلك فلن تؤثر فيهم تداعيات أي فكر ضال بحول الله بل لربما يتحول مع الأيام خير مستخلف لإعمار الأرض وخدمة ساكنيها.

وأوضح في كتابه الجديد "إلحاد المساكين" أنه ما من مبنى إلا وله أساس؛ والأساس هو السبب الرئيسي لاستقرار أي هيكل. الأساس الأقوى يخلق بنية أكثر استقرارًا، كما أن الأساس القوي يمنع الحركات الجانبية للتربة.

وذكر أنه بعد تأسيس التربة تأسيسًا صحيحًا والتأكد من صلابتها يتم وضع وتوزيع الحمولة على هذا الأساس بالتساوي حتى يتم توازن الهيكل فيما بعد ويثبت مكانه مع أي عاصفة أو زلزال، وكلما أصبح الأساس قوي ومتين كلما زادت قدرته على تحمل المرتفعات في المستقبل.

وتابع: هكذا الإنسان منا كالمبنى تمامًا، طفولتنا كالتربة الفارغة من أي أساس ولحماية هذه الطفولة من السقوط في المستقبل من تعرض الزلازل والعواصف الفكرية يحتاج لأساس قوي متين يوضع داخل تربتنا، وتزرع بإحكام في نفوس أطفالنا البريئة، وهذا الأساس في الإسلام يكمن في أركان الإسلام وأولها معرفة الله سبحانه ومعرفة ألوهيته وربوبيته وصفاته، ثم العمل على باقي الأركان من صلاة وزكاة وصيام وحج، وبعد سكينة الأركان في نفس المسلم نبدأ العمل على توزيع أحكام الدين والشريعة من أوامر ونواهي وأحكام بالتساوي، دون أن نهتم بجانب على حساب آخر. مع المتابعة المستمرة والرقابة الواعية العاقلة.

وشدد على أن هذه الطريقة في تأسيس الأطفال تضمن سلامة بنيان الطفل من السقوط في خطر الإلحاد، وتعليم العقيدة سنام العلوم، وتنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح حماية للأمة من الزيغ والضلال، ولهم من الفتن والانحرافات في المستقبل، والأهم أن الاهتمام بتعليم العقيدة للأطفال هو منهج الأنبياء -عليهم السلام- والمصلحين قال تعالى عن إبراهيم: ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

وأردف: ما يدل على صحة ما سبق هو قول الله عز وجل الذي خلقنا ويعلم ما ينفعنا فقد قال المولى جل في علاه: ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).

ووجه سؤالا لرب الأسرة والمعلم والمربي هل أسستم بناء الطفل على هذا الأساس وبهذه الطريقة الصحيحة خشية التداعي والسقوط، أم انشغلتم عن دوركم الحقيقي في البناء؟! الحقيقة ( لا ) بل اهتممنا بالجوانب المادية من مأكل ومشرب ورياضة وملبس وحُسن المظهر وأهملنا الجانب العقائدي الإيماني الذي يُبنى عليه الجوانب المادية التي ذكرناها. وما دفع الآباء للاهتمام بالجوانب المادية على الجانب العقدي ( وهو الأهم ) حُب الظهور في الدنيا وتقليد الآخر في زمن سادت فيه المادة وتلاشى فيه العقل والروح.

واختتم برسالة لكل راعي مسؤول عن رعيته، قائلا: اتق الله في هذه الرعية، ولا اطلب منك التخلي عن الجانب المادي أو اهماله، بل هو أصل من الأصول والشريعة الإسلامية لم تغفل عنها قال تعالى: (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) علم أولادك ألف لغة وألف مهارة واهتم بصحتهم وملابسهم ومظهرهم لكن بعدما تضمن سلامة عقيدتهم وصحة تفكيرهم، فالدين جاء ليحفظ النفس والعقل والجسد.

تعليقات