محمد صالح: ادعاء المثالية وطلبها دون تأسيس للواقعية التي جاء الإسلام بها قد يقود للإلحاد

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 07 أغسطس 2024, 8:57 مساءً
  • 278
تعبيرية

تعبيرية

أكد محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، اليوم الأربعاء، أنه وجب على العالم والمفكر والمربي ألا يربي الأجيال على مفهوم (تكن مثاليًا أو لا تكن).

وأوضح في منشور عبر حسابه الرسمي في فيس بوك، أنه وجب تعزيز مفهوم جهاد النفس والمحاولة بعد السقوط، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله وأن صدور بعض الأخطاء دليل بشريتنا، متابعا: "فإن تربوا على هذا المفهوم ثم احتكوا برجال يحسبونهم على دين قد وقعوا في الخطأ سينسبون هذا الخطأ إلى بشريتهم وعدم عصمتهم دون أن يظنوا فيهم التناقض أو أنهم يطلبون ما لا يفعلون، ولن يكون هناك صدام بل ستكون الرحمة ولمس الأعذار".

وتسائل: كم من شاب ألحد بسبب ظنه أن عالم الدين الذي يعلمه الدين يجب عليه ألا يخطئ ثم وجد منهم بعض الأخطاء؟! ( كونهم علماء لا ينفي عنهم صفات البشرية وعدم العصمة )، مشددا على أنه لا يجرد هؤلاء الشباب من الذنب، حتمًا طريقتهم في التفكير والحكم على الدين من خلال أفعال الأفراد خاطئة؛ لكن ما الذي وصل بهم إلى هذا النوع من التفكير الخاطئ؟! والإجابة ادعاء المثالية وطلبها المستمر دون تأسيس للواقعية التي جاء الإسلام بها.

وواصل: كم من شاب ألحد بسبب ظنه في الصحابة العدول رضوان الله عليهم العصمة ثم تفاجئوا ببعض الأخطاء التي وقعوا فيها؟ ( كونهم عدول لا ينفي عنهم البشرية وعدم العصمة إنما المقصود أنهم أعدل البشر بعد الأنبياء، مع بشريتهم).

 

وأشار إلى أن البعض من الدعاة يرسخ مفهوم المثالية لدى الناس والقصد من وراء ذلك طيب بلا شك، كأن يرسخ مفهوم تفكير الكل أو اللاشيء؛ بمعنى أن يأتي المربي والمعلم ويطلب ممن يدعوه الكمال الكامل دون نقصان، وأثر المثالية على التفكير بمنطق الأبيض والأسود؛ إذ تكون الأشياء إما مثالية أو ليست جيدة وهذا يجعل من الصعب رؤية ظلال اللون الرمادي في المواقف التي تتطلب ذلك، وقد يكونون عرضة للحكم على الأشخاص بقسوة بناءً على عيوب أو أخطاء صغيرة. فينتج عن ذلك ما يسمى بالصلابة في التعامل فتتحول أفكار من يدعي المثالية وطلب الكمال إلى الجمود الفكري أحيانًا ويبعد عن المرونة في التعامل، وقد يكونون غير مستعدين للتنازل أو التكيف مع الظروف أو لمس الأعذار، أو طلب المحاولة. فيرددون دومًا لا يُسمح لك بالوقوع في الخطأ البتة، وإن وقعت فأنت حينها لا تتحلى بصفات المسلم، فيستمع المتلقي لهذا الكلام ويسعى لتطبيقه فيجد نفسه يقع في الأخطاء أحيانًا فيخشى أن يكون قد تجرد من صفات المسلمين، أو يخشى أن يعرف معلمه ما وقع فيه من خطأ فتهتز صورته أمامه. ثم يكتشف بعد ذلك أن هناك بعض المتدينين من الدعاة قد وقعوا في نفس الأخطاء التي وقع فيها غيرهم من التلاميذ أو يسمع ما هو أعظم من ذلك بكثير عن صحابي وقع في كبيرة من الكبائر أو خطأ من الأخطاء فيشعر عندها بالتناقض!

تعليقات