«الإسلام فيه خلافات لا تنتهي».. باحث في ملف الإلحاد يرد على الشبهة

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 31 يوليو 2024, 9:04 مساءً
  • 181
صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

رد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على تعليق لأحد الأشخاص يقول: "الفكرة إن لا أحد يعرف ما هو الإسلام الحقيقي أصلا، والإسلام نفسه فيه خلافات لا تنتهي".

وجاء في رده، الذي نشره عبر حسابه الرسمي على فيس بوك: لو تركك للإسلام أو عدم اعتناقك له بسبب الخلاف النسبي القائم بين الطوائف والمذاهب وغيرهما فأخبرك أنك لن تجد مأوى في الحياة ولادين تعتنقه على ظهر الأرض لأنه لا يخلو دين من الخلاف بين معتنقيه والاختلاف في الأديان الأخرى يصل الأمر فيه إلى الاختلاف في الأصول نفسها.

وتابع: لو قلتَ إذن أتخلى عن الأديان كافة واتبنى الإلحاد واللادينية فأخبرك أن الإلحاد نفسه الخلاف فيه قائم بين أئمته وهنا أشير لمقولة فيلسوف العلوم المُلحد _مايكل روس_ عن كتاب "وهم الإلحاد لنبي الإلحاد المعاصر " لريتشارد دوكينز : "هذا الكتاب جعلني أخجل من كوني مُلحدًا". فالخلاف موجود وقائم بين كافة الأديان بل حتى في الإلحاد نفسه فأين ستذهب؟!

وبينه أنه فيما يتعلق بالخلاف في الإسلام فالإسلام ينضوي تحته منظورين للحياة لا ثالث لهما وهما: (حقائق محكمة، وأخر متشابهة ).

الحقائق المُحكمة: وهي أشياء ثابتة لا تتبدل ولا تتغير مع تغير الزمان والمكان ولا اختلاف الأفهام وهذا ليس من باب الديكتاتورية على العقل البشري! إنما يأتي العقل ويُعمل أدواته فيحلل ويستنبط وينتقد إذا استطاع ولن يستطيع وفي النهاية سيسلم بما جاء به الإسلام، والبرهان هو الفيصل كما قال تعالى: ( قل هاتوا برهانكم ) وقوله : ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )، وهذا المنظور لا يختلف فيه أحد من العلماء قط.

ومتشابهات: ولأن الإسلام دين يحترم العقل البشري وجاء مناديًا بالتدبر والتأمل والتفكر ترك أشياء غير واضحة أو غير محكمة حتى لا تتعطل العقول عن التدبر والتفكر والبحث والنظر فيها.

أما عن كيفية التعامل مع اختلاف الآراء فيما هو غير مُحكم؟!، قال محمد سيد صالح: هنا حدد الإسلام الطريق لكيفية الوصول للرأي الأكثر صوابًا فقال ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وقال: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ).

وواصل: لو اختلفنا في مسألة ما في أي علمٍ ما أو جانب من جوانب الحياة نسأل أهل الذكر في التخصص الذي اختلفنا فيه، وإن اختلفوا فيما بينهم نصعد إلى من هم أعلى منهم رتبة وهم الراسخون في العلم، قال تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ). وإن اختلف الراسخون في مسألة من المسائل المتشابهة نأتي برأي كلٍ منهم ونطبقه على أرض الواقع وما يوافق رأيه الواقع يؤخذ به بتجرد ودون تحيز، وهذا معنى رد المتشابه إلى المحكم، والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا " تمرا رديئا" فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم، أي ما يناسب واقعكم هو الذي يؤخذ به مادام صوابًا وفيه الخير.

واختتم بالقول: أما الخلاف القائم على الفرقة والتكفير المطلق والتبديع والتفسيق مُخالف لشرع الله سبحانه ولآياته المحكمة ولصراطه المستقيم والدليل قول الله تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) فهذه وصية الله لنا أن لا نتبع السبل حتى لا نتفرق عن سبيل الله الواضح والمعلوم، وأمر الخلاف فيه تفصيلات أخرى وهو محتوى كتابي القادم، أما هذا فما إلا مختصر المختصر


تعليقات