باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
محمد سيد صالح
علق الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على الغضب الذي نال الجميع نتيجة عرض مشهد أساء للمسيحية في افتتاح أولمبياد باريس.
وبين أنه أشار إلى هذه النقطة في كتابه "لماذا فلسطين"، عندما
أجاب على سؤال: لماذا
يستحق المسلمون الأرض المقدسة بدلًا من اليهود والنصارى؟
وشدد على أنَّ
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن بكافة الشرائع السماوية وكافة الأنبياء والرسل
والكتب المُنزلة، فنجد أنَّ الإسلام جعل الإيمان برسل الله جميعِا كموسى وعيسى
وغيرهما شرط من شروط الإيمان وكذا الإيمان بالتوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب
المنزلة شرط من شروط الإيمان، ولا يعد المسلم مسلمًا إلا إذا آمن بهم، وهذا بخلاف
ما عليه اليهود والنصارى، فنجد اليهودية لم تعترف بالمسيحية ولا بالمسيح واُعتبر
المسيح ثائرًا استحق عندهم الحكم بالإعدام؛ والمسيحية اعتبرت نفسها وريثة اليهودية
ولم ترَ مع وجود المسيحية وجودًا لليهودية، كما أنَّهما لا يؤمنان بالإسلام ونبيه
من الأساس.
أما الإسلام جاء
وكان موقفه بالنسبة للأديان الأخرى ينضوي تحت اتجاهين، وهما: الناحية النظرية، والناحية الواقعية.
فمن الناحية
النظرية: يعلن الإسلام أنَّه الحلقة الأخيرة في سلسلة الأديان وبالتالي ورِثَ أهم
ما في الأديان السابقة وأضاف إلى ذلك ما تحتاجه البشرية في مسيرتها إلى يوم الدين
مع إيمانه بالرسل والكتب السابقة، وهذا يتجلى في قول الله تعالى: (آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
فالمسلم لا يفرق
بين رسل الله كموسى وعيسى ومحمد وغيرهم، كما أنَّ المسلم وجب عليه الإيمان بكتب
موسى وعيسى وغيرهما.
ومن الناحية
الواقعية: فالإسلام يعترف بالوجود الفعلي للجماعات غير المسلمة، بل وينظم القرآن
والسنة حقوق هؤلاء وواجباتهم، وقد أمرنا الإسلام أنْ نتعامل معهم بالبر والقسط
ودلَّ على ذلك قول الله سبحانه: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
وقد نهى الإسلام
عن ظلمهم أو الانتقاص منهم أو تكليفهم فوق طاقتهم أو أخذ الشيء منهم بغير طيب نفس،
وهذا يتجلى في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ
انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ
يومَ القيامةِ ).
كما أنَّه بعد هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وبعد
أنْ أرسى قواعدَ مجتمعٍ جديد وأمة إسلامية جديدة، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية
والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، قاصدًا توفير الأمن
والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة على وفاق واحد؛ فسنَّ في
ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد لي ذلك العالم المليء بالتعصب والأغراض
الفردية والعرقية".
وأقرب مَن كان
يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود وكانوا يُبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم
يكونوا قد أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدِّين
والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام.
وفيما يلي أهم
بنود هذه المعاهدة:
بنود المعاهدة:
1. إنَّ يهود بني عوف أمة مع المؤمنين،
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بني عوف من اليهود.
٢. وأنَّ على اليهود نفقتهم، وعلى
المسلمين نفقتهم.
٣. وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه
الصحيفة.
٤. وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون
الإثم.
٥. وأنه لم يأثم إمرؤ بحليفه.
٦. وأن النصر للمظلوم.
٧. وأن اليهود يُنفقون مع المؤمنين
ماداموا محاربين.
٨. وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
٩. وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة مِن
حدث أو شِجار يُخاف فساده فإنَّ مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-.
١٠. وأنه لا تُجَار قريش ولا من نصرها.
١١. وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب، على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم.
١٢. وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو
آثم.
وشدد في نهاية
إجابته على أنه مما لا شك فيه أنَّ مثل
هذه المعاهدة خير دليل على أنَّ الإسلام دين إذا حكم عدل حتى مع مخالفيه، وعليه
فيغضبنا كل إساءة يُمس منها الشرائع السماوية ونغضب لها ولأهلها لأن لهم عندنا ذمة
وعهد لذا خرج الأزهر الشريف رافضًا لما حدث من سخرية.