الرد على شبهة تناقض آيات في سورة النساء!!

  • أحمد نصار
  • الأحد 21 يوليو 2024, 11:10 صباحا
  • 220
من سورة النساء

من سورة النساء

 من الشبهات التي يرددها بعض الملحدين، وجود تناقض في بعض آيات سورة النساء، فمثلا كيف يمكن الجمع بين هاتين الآيتين الكريمتين: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 78- 79]

بالنسبةِ لقولِهِ سبحانه: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، فالمرادُ به: أن النِّعَمَ تكونُ مِن اللهِ على العبدِ، وأن المصائبَ والمَكارِهَ هي بسببٍ مِن العبدِ بعصيانِهِ، وشرورِ نفسِه، وليس المرادُ بها: أن النِّعَمَ بتقديرٍ مِن الله، وأن المصائبَ والشرورَ ليست بتقديرِ الله؛ فإن هذا لم يقل به أحدٌ مِن أهلِ العلم.

  وأما معنى قولِهِ تعالى: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ}، فالمراد: أن كل ما أصاب الناسَ مِن خير أو شر، أو ضر أو نفع، أو شدة أو رخاءٍ، فمن عندِ الله، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدا سيئة ونقمة إلا بتقديره، ولا يَنال أحدا رخاء ونعمة إلا بمشيئتِه؛ فالجميع بقضاء الله وقدره ، وهو نافذٌ في البَر والفاجر، والمؤمن والكافر، فلا تنافِيَ البتَّةَ بين كونِ المقاديرِ كلِّها - ما كان منها خيرًا للعبد، وما كان شرًّا للعبد - بتقديرِ اللهِ تعالى، ومِن خلقِه، وأن ما أصاب العبدَ مِن الشرور، فهو بسببٍ منه؛ بعصيانِهِ، وخبثِ نفسِه، وذلك وفقا لصفحة الدعوة الإسلامية.

ونوهت الصفحة إلى أن آيات سورةِ النساءِ تقرر حقيقة مهمة ، مفاداها أن اللهَ سبحانه هو المقدر لكل ما يقَع في الكونِ؛ فما يقَع في الكونِ مِن خيرٍ، فهو بتقديرِهِ سبحانه، وما يقع مِن شر، فهو بتقديرِهِ أيضًا، لكنَّه تعالى - وهو العليمُ الحكيم - يقدر الخير والشر والنفع والضر لسببٍ؛ فما أصابَكَ أيها الإنسانُ مِن خير، فهو بتقديرِ الله، وبسببٍ مِن أعمالِكَ الصالحة، وما أصابَكَ مِن شَرٍّ، فهو بتقديرِ الله، وبسببِ ذنوبِكَ الطالحة، ولا يَظلِمُ ربُّكَ أحدًا.

وختمت الصغحة أن الواجب على كل مسلِم أن يؤمِنَ بتقديرِ اللهِ تعالى للمقادير كلها، وأن يَحمَدَ اللهَ ويشكُرَه على النعمة؛ لأنه سبحانه هو المتفضل بها، وأن يتوب ويستغفر إذا أصابتهُ المصيبةُ؛ لأنها وقَعتْ بسببِ ذنوبِه، ومَعاصيهِ هو.

تعليقات