هيثم طلعت: إبهار النظام المعلوماتي الذي يُشفر للكائنات سيظل حَجَر عثرة في وجه الإلحاد
- الأربعاء 25 ديسمبر 2024
تعبيرية
من يتأمل الآية
القرآنية "وجعلنا سراجا وهاجا" ، سيدرك أن بإجماع المفسرين، السراج
المقصود به الشمس ولكن في سورة الفرقان قال الله تعالى سُرُجًا بالجمع يعني شموس كثيرة
ولقد فسرها العلماء بالنجوم ؟ فأين هي هذه الشموس وهل الشموس هي النجوم
والحقيقة أن العلم الحديث، كشف عن حقائق كونية جديدة،
أبرزها أن النجوم التي تزين السماء الدنيا،
مثل الشمس، كلها أجرام سماوية كروية متوهجة ذاتيا، وشديدة الحرارة وتشع الضوء المرئي
وغير المرئي بجميع أمواجه، وهذا الضوء أشبه بالرسول الذي يأتي إلينا لنتعرف منه بواسطة
الأجهزة الحديثة المتطورة الى أحوال هذه النجوم وقوة إضاءتها ودرجة حرارتها، ونوعها
وموقعها وتحركاتها، بل ثبت أيضا أن شمسنا هي إحدى شموس (أو نجوم) مجرة تسمى (الطريق
اللبني) وهذه المجرة عبارة عن تجمع نجمي هائل يحتوي على نحو 130 بليون نجم (أو شمس)،
وأحصى العلماء أكثر من 2 بليون مجرة في الكون المعروف لنا، أي أن عدد النجوم (أو الشموس)
الموجودة في الكون يزيد على مئة بليون نجم (شمس).، وفقا لصفحة نهاية الإلحاد.
وأشارت إلى أنه من ناحية
أخرى، تدور حول شمسنا تسعة كواكب والتي تتمثل في (عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري
وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو )، ولم يعرف الناس حتى عصر الإسلام ونزول القرآن الكريم
غير قمر الأرض، لكن جاليليو حينما اخترع المقراب (التلسكوب) العام 0161 أي بعد نزول
القرآن بأكثر من ألف عام، استطاع أن يكتشف وجود أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري،
ومع تطور تقنية المقاريب وأبحاث الفضاء توالى اكتشاف أقمار جديدة للمشتري وباقي الكواكب،
ما عدا كوكبي عطارد والزهرة، وأصبح عدد الأقمار المعروفة في مجموعتنا الشمسية حتى الآن
حوالي خمسة وستين قمراً، ويتوقع علماء الفلك والفيزياء الفلكية أن يزداد هذا العدد
في المستقبل بعد فحص رسائل المركبات والسفن الفضائية التي تزور الكواكب البعيدة وتقترب
من أجوائها.
وأكملت: وهكذا اكتشف العلم
الحديث شموساً غير شمسنا وأقماراً غير قمرنا، وقد يكون هناك حول تلك الشموس كواكب تدور
حولها أقمار أخرى، وبهذا تعددت الشموس والأقمار في هذا الكون، ووافق هذا الواقع الكوني
ما أشارت إليه الآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى؛﴿وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِ ٱلَّیۡلُ
وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُوا۟ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ
وَٱسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِی خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِیَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾ [فصلت
٣٧]، فضلا عن أنه لم تفطن معظم التفاسير إلى لطيفة مهمة من لطائف الآية الكريمة، وهي
ضمير الجمع المؤنث في كلمة #خلقهن^ التي تتضمن إعجازاً لغوياً وعلمياً بالغاً، حيث
كان الإمام فخر الدين الرازي قد ذكر في تفسيره الكبير أن الضمير في قوله تعالى #خلقهن^
لليل والنهار والشمس والقمر، لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى أو الإناث، يقال
للأقلام بريتها وبريتهن، ولما قال: «ومن آياته» كن في معنى الإناث فقال #خلقهن».
وأوضحت: أن الألوسي تحدث
عن شيوع اعتبار المؤنث في الجموع حتى قيل لا
أبالي بجمعهم.. كل جمع مؤنث، حيث وجه الإعجاز في الآية الكريمة أن لفظ «خلقهن»، جاء
بضمير الجمع المؤنث بدلا من ضمير المثنى، أي بدلا من لفظ «خلقهما»، كما تقتضيه اللغة
العربية لو كان المعنى في الآية مقصوراً على شمسنا وقمرنا فقط، كما أن أداة التعريف
«ال» في الآية الكريمة صادقة الدلالة بوجهيها؛ فهي للعهد، أي للشمس والقمر المعروفين
للناس وقت نزول القرآن الكريم، بدليل النهي عن السجود لهما، وهي أيضاً أداة التعريف
للجنس، أي لجميع الشموس والأقمار، بدليل ضمير الجمع في لفظ خلقهن.