سورة المرسلات.. استدلال عجيب على إمكان إعاد الخلق !

  • أحمد نصار
  • الجمعة 05 يوليو 2024, 8:29 مساءً
  • 652
تعبيرية

تعبيرية

 

من بتأمل الإعجاز البياني في سورة المرسلات، سيد استدلال عجيب على إمكان إعاد الخلق، فمثلا في سورة الذاريات يقول رب العزة ،"إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ، بينما فى سورة المرسلات قال تعالى : "إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" إذن  ما الفرق؟

يقال إن سورة الذاريات هى سورة الأرزاق والعطاء والمنع بيد الله فناسب ذلك قوله تعالى "إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ *"، أما سورة المرسلات فهي سورة شديدة على الكفار تتوعدهم وتهددهم، حيث نجد حتى الآية التى تسبقها "عُذْراً أَوْ نُذْراً" [المرسلات : 6] إعذارًا من الله إلى خلقه .. وإنذارًا منه إليهم لئلا يكون لهم حجة، فناسب ذلك "إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" وفقا لصفحة محبي الدكتور فاضل السامرائي.

وتابعت: أن سورة المرسلات اشتملت على الاستدلال على وُقوع البعث عقب فناء الدنيا ووصف بعض أشراط ذلك .. وجاء الاستدلال على إمكان إعادة الخلق بما سبق من خلق الإنسان وخلق الأرض ووعيد منكريه بعذاب الآخرة ووصف أهواله والتّعريض بعذاب لهم في الدّنيا كما استُؤصلت أمم مكذبة من قبل، ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين، وإعادة الدّعوة إلى الإِسلام والتّصديق بالقرآن لظهور دلائله، حيث قال اللّه تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا *فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا *وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا *فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا *فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}.

{فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} هي الملائكة تعصف بأرواح الكفار، وقيل: الرّياح العواصف وهي الشّديدة الهبوب .. وفي قوله تعالى {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يعني الملائكة، فإنّها تنزل بأمر اللّه على الرّسل تفرّق بين الحقّ والباطل، والهدى والغي، والحلال والحرام، وتلقي إلى الرّسل وحيًا فيه إعذار إلى الخلق، وإنذار لهم عقاب اللّه إن خالفوا أمره ..

وختمت قائلة: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} أي {عُذْرًا} للمتّقين المتمسّكين به، {أَوْ نُذْرًا} للمبطلين الّذين يعرضون عنه، أو عذرًا من اللّه إلى خلقه ..{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} أي إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من الأمور لواقع لا شك فى وقوعه.

تعليقات