حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
سورة الهمزة
قال الدكتور فاضل السامرائي،
إن سورة الهمزة المكية، تتمحور حول الذين يعيبون الناس ويلمزونهم بالطعن والنتقاص منهم
والسخرية وهذا كله فعل السفهاء من الناس (ويل لكل همزة لمزة) كما تذم السورة الذين
يكدّسون الثروات (الذي جمع مالاً وعدده*) وكأنهم خالدون في هذا الحياة الدنيا وأن هذا
المال الذي يكنزونه هو الذي سيخلدهم (يحسب أن ماله أخلده) ولا يدري هؤلاء الأشقياء
أن عاقبتهم ستكون في نار جهنم التي لا تنطفئ أبدا (كلا لينبذن في الحطمة* وما أدراك
ما الحطمة* نار الله الموقدة* التي تطلع على الأفئدة* إنها عليهم مؤصدة* في عمد ممددة)
وسميّن النار هنا بالحطمة لأنها تحطم العظام حتى تصل إلى القلوب
ويشار إلى أن كلمة { وَيْلٌ } تحمل تهديدا ووعيدا
وإرهابا ورعبا ، والمخلوق إن أنزل بك عقوبته لا يستطيع ، ولو استطاع إن استطاع لا يستطيع
إلا أن يجز رقبتك ثم ينتهي الأمر ، لكن هنا وعيد مَنْ ؟ وعيد جبار السماوات والأرض
، وعيد ملك الأملاك جل وعلا ، يُفترض إذا مرت هذه الآية وأمثالها بالمسلم إذا تلا كلام
الله جل وعلا أن يقشعِر قلبه وأن تدمع عينه وأن تخضع جوارحه – نعم - إن لم يتعظ بهذا القرآن فبم يتعظ ؟ إن لم ينزجر
المسلم بهذا القرآن فبأي شيء ينزجر ؟ {اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى
ذِكْرِ اللَّهِ }
لكن ليس كل أحد يمنح هذه المنحة الربانية ، ما الذي
بعدها ؟ { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ } المؤمن إذا قرأ كلام الله
جل وعلا كان من الواجب عليه أن يمتثل أمر الله بالتدبر ، { وَيْلٌ } إذا مرت بك هذه
الآية فقف عندها وتأمل . { وَيْلٌ } لمن ؟ {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }
[ الهمَّاز – اللمَّاز ] للمفسرين أقوال شتى ، أجمعها [ أنه كثير الاغتياب ، وكثير
النم ، وكثير السخرية والاستهزاء بالآخرين بحركاته وبأقواله وبأفعاله ] هذا هو الهمَّاز
اللمَّاز ، ما الذي دعاك يا ابن آدم إلى أن تهمز بإخوانك ؟ ما دعاك إلا لأنك ترى أنك
أعظم منهم وأرفع درجة منهم، وفقا لصفحة الشيخ أحمد العجمي.