أفلا تبصرون.. النحل يلقّح النباتات مستعينًا بالشحنات الكهربائية !
- السبت 23 نوفمبر 2024
تعبيرية
بقول الدكتور محمد
غلوش الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إن هناك فرق جوهري بين مراتب
الإسلام والإيمان والإحسان ، لافتا إلى أن الاسلام، هو أن تسلم وتعترف وتقر بأنه لا
إله الا الله وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
أن استطعت، ويكفي الاقرار بوجوبها حتي لو قصرت
لكي تكون مسلما، أما الإيمان، هو أن تؤمن بما لاتستطيع رؤيته أي بكل ماهو غيبي،
مثل الله أنت لا تراه ولكن تؤمن به، وأيضا
مثل الرسل لم تقابلهم ولكن تؤمن بهم.
وتابع: كتب الله التي انزلها
لم تري أو تشاهد نزولها ولكن تؤمن بأنها كتب الله، وكذلك الملائكه لا تراهم ولكن تؤمن
بوجودهم، وكذلك القضاء والقدر لاتراه ولاتلمسه ولاتعرف ماكتب فيه ولكن تتقبله،
وأيضا اليوم الاخر يوم القيامة لم تشاهده بعد، ولكن تؤمن انه سوف يأتي إذن الفرق بين
الإسلام والإيمان، أن الإسلام تسليم وإقرار وحاضر تقوم أنت به وتقر به،الإيمان فهو
التسليم بغيب لا تراه سواء ماضي أو مستقبل أو حاضر لاتراه، وبالتالي الإيمان أقوي من
الإسلام كون مطلوب منك أن تصدق مالاتراه .
لافتا إلى أن ذلك يظهر
هذا الفرق واضحا في هذا الحديث، فقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويلٍ
ورد فيه تَعريف الإحسان والفرق بينه وبين الإيمان؛ حيث يقول: (بينما نحن عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا
يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند
ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، إن استطعت
إليه سبيلا قال: صدقت، قال فعجبنا له، يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال:
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال:
صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني
عن أمارتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون
في البنيان. قال ثمّ انطلق، فلبثت ملياً. ثم قال لي: يا عمر: أتدري من السائل؟ قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
وأكمل: أما الإحسان،
فهو ليس الصدقة، كما يعتقد الكثير من المسلمين،
ليس أن تعطي أو تحسن فهذا المفهوم خاطئ، فالإحسان هو أن تحسن العمل الذي اقررت به اي
تحسن الإسلام فتقوم به بمنتهي الإخلاص، وتحسن
الايمان فتؤمن بالغيب كأنه واقع كأنه حاضر كأنك تراه حقيقة، ولذلك فسر النبي - صلى
الله عليه وسلم - الإحسان حين سأله جبريل - عليه الصلاة والسلام - بقوله: (أَنْ تَعْبُدَ
اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) أراد بالإحسان
هنا الإخلاص اي انه حسن الاسلام وحسن الايمان ، مصداقا لقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملا).وفي قوله تعالى بسورة الكهف: (إِنَّا جَعَلْنَا
مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا).وقوله
تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).[١٠]
إذن هو حسن العمل حسن الإسلام
حسن الإيمان لذلك فالإحسان أعلي مرتبه من الإسلام
ومن الإيمان، انا لنراك من المحسنين اي تحسن اداء عملك .