د. عباس شومان: اللغة العربية أشرف اللغات على الإطلاق
- الخميس 26 ديسمبر 2024
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه!
العلموية في حقيقتها وجوهرها ليست إلا تحكما محضًا، يفتقر إلى الدليل والبرهان.
هل نحن أحَطنا بكل شيء علمًا في هذا العالم واكتملت علومنا في كل
المجالات؟ أم ما زال القسم الأعظم من العلوم والمعارف محجوبا عنا، وما زلنا نكتشف
كل يوم الجديد في كل فروع العلم بلا استثناء؟
إن كان الأمر كذلك فما الذي يضمن ألا توجد هناك حقائق وراء هذا
العالم المادي لا نعلمها، ولا ندري عنها شيئًا ؟
إن كانت علومنا في هذا العالم المادي قاصرةً على أشد ما يكون القصور،
فكيف يمكننا أن نجزم بعدم وجود ما يتجاوز هذا العالم المادي نفسه ويتعداه؟
أضف إلى هذا أنَّه لا يشترط لوجود الشيء أن ندركه بالحواس، فهناك
العديد من الأشياء في هذا العالم المادي لا ندركها إلا عن طريق الآلات المساعدة
مثل التليسكوبات والميكروسكوبات، وأشياء أخرى عديدة نعرفها من آثارها كالكهرباء
والمغناطيسية والجاذبية.
فإن كان الأمر بالواسطة، فما المانع كذلك من وجود أشياء لا ندركها
إلا عقلاً حتى بدون واسطة ونحتاج فيها إلى حاسة أخرى غير موجودة فينا ؟
وإذا كانت حواسنا بهذا العجز والقصور في عالمنا المادي المشاهد، فكيف
يُستبعد عجزها عن إدراك أشياء فيما وراء هذا العالم المشاهد ؟
فالإنصاف يقتضي منا أن نعترف بقصورنا في سبل المعرفة، وبوجود حقائق
كثيرة لا نعرفها لأجل هذا القصور، ووسيلتنا إلى معرفتها ما زالت مفقودةً ، فإن كان
هذا فلندرك أنَّ رفضنا لوجود ما وراء هذا العالم المادي المشاهد هو ضرب من التحكم
والتعسف بغير دليل.
ومعلوم أنَّ عدم الدليل لا يعني عدم المدلول، وأن عدم وجود الدليل
على الشيء لا يعني عدم وجود هذا الشيء في ذاته، بل قد يكون موجودًا لكننا نُقَصِّر
عن إدراكه والعلم به.
ما الدليل على أنَّه لا يوجد إلَّا المادة سوى أنَّها فرضيةٌ
افترضناها ؟ لكن هل يوجد دليل علمي أو عقلي على صحة هذه الفرضية ؟ للأسف لا يوجد.
يقول ابن تيمية رحمه الله: ومعلوم أن عدم شهادة الحس لا تنفي ثبوت ما
لم يشهده .
ولقراءة المقال كاملا اضغط هنا لقراءة المقال كاملاً: