الحمض النووي.. معجزة تسجيل كل شيء يتعلق بك

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 26 يونيو 2024, 01:27 صباحا
  • 194
الإيه القرآنية

الإيه القرآنية

يقول رب العزة في كتابه الكريم، (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) وكذلك يقول الله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، وفي سورة آل عمران يقول الله تعالى" ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )  وفي سورة  المجادلة يقول الله تعالى ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المجادلة/6 ، وقال تعالى : ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) ، جميعا آيات قرآنية تؤكد لنا أن أعمالنا سواء الطيبة أو غير الطيبة، سوف توثق وتسجل في كتاب خاص بكل إنسان .

 

ومن جانبه يقول الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور محمد غلوش، إن الكتاب الذي يحصي ما نفعله في الدنيا ولا يترك صغيرة، ولا كبيرة، إلا أحصاها ونجد أعمالنا مكتوبة فيه يوم القيامة هو الحمض النووي الذي يوجد في كل خليه من خلايانا، والذي يصل طوله تقريبيا المسافة التي بين الأرض والشمس 140مرة.

وتابع: رغم أننا لو جمعنا جميع الحمض النووي للخلائق علي وجه الأرض ومن آدم إلى اليوم سوف تكون في حجم ملعقة شاي، منوها إلى أنه عندما قال تعالى  (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)، في الحقيقة لم يجد العلماء أدق من كلمة الاستنساخ لما يتم حفظه في الحمض النووي، مشيرا إلى أن الحمض النووي 10%من وظيفته فقط هو نقل الشفرة الوراثية وهو ما كنا نتخيل أن هذا هو كل وظيفته، أما 90% من وظيفته فهي نسخ كل ما يمر في حياتك سواء كانت، أعمالك، أفكارك حتى ما فكرت فيه ولم تفعله حتى ما وسوست به نفسك .

 

 وأشار إلى بحث علمي، مشترك بين جامعة جروننجن، وبعض جامعات في هولندا وسويسرا، نشر منذ سنوات قليلة،   يؤكد ما وصلنا إليه من تفسير سابق عن الكتاب والدي إن إيه ، حيث توصلت نتائج البحث إلى اكتشاف 12 مكانا في الحمض النووي ينسخ فيه كل ما يتعلق بالتواريخ والعمر و12 موضعا في الحمض النووي يسجل فيه متى كان ميلاد أول طفل لكي، ومتى كان موعد أول دوره شهرية، ومتى كان أول يوم في مراهقتك واخشن فيه صوتك ليصبح صوت رجل .

 

لافتا إلى  أن هذا البحث الذي شارك فيه 250عالم في البيولوجي، والسوسيولوجي الاجتماع، والجيناتكس الوراثة، أشبه  بالأحلام وبالسحر من كان يتخيل هذا من كان يتخيل حتى عدد أولادك مثبت في الشريط الوراثي فماذا تتخيل إلا يتم تسجيله بعد ذلك .

 

 ونوه إلى ما قالته أحد المشاركين في البحث الدكتورة ميلندا مايلز، بأنه لأول مره نعرف أين يمكننا البحث في الحمض النووي عن تاريخ الخصوبة لدي الرجل والمرأة، مشيرا إلى أنه من فوائد هذا الاكتشاف أن الإناث الأتي بدأت لهن الدورة الشهرية، متأخرة عن إقرانهن فسوف يصبهن سن اليأس في سن متأخر وسوف يتأخر أيضا إنجابهن لأول طفل أو أمومتهن.

 

وتابع: أن هذا البحث سوف يساعد هذا البحث بعد ذلك الأطباء في تحديد العمر المتوقع للإنجاب والإجابة علي سؤال متى أتوقع الإنجاب، ويأتي سؤال يمكن أن بخطر علي ذهن القارئ، وهل بذلك تحدد جبناتنا تصرفاتنا ؟ تجيب علي هذا السؤال بروفيسور نيكولا باربر من كليه نوفيلد جامعه وأكسفورد وأستاذه علم السوسيولوجي، بأن هذه الجينات لا تحدد تصرفاتنا ولكن تؤثر فقط فيها وإسلاميا نستطيع أن نشرحها بشكل أوضح، أن اختيارك للتصرف هو اختيار كامل لك ولكن في كل طريق تختاره سوف تجد جينات تؤثر في اتجاهك .

 

وأردف قائلا: هل يمكن أن يظل الحمض النووي محتفظا بشفرته الوراثية آلاف السنين بعد الموت والمعلومات المنسوخة عليه من أعمالنا حتى يتم بعثنا من اﻷموات مره أخري للحساب دون أن  يفسد الحمض النووي؟

 

وأكمل: يقول تعالي "  أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا" وكذلك يقول تعالي "  يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً" قد لاحظ احد العلماء، أن العظام بعد الموت أنها نخره إي مخرمه، ولكنها تحتفظ  بحمضها النووي وكأنها تحتفظ به داخل هذه التجاويف، ففكر في حفظ المعلومات والبيات علي هذا الحمض النووي وبالتالي الحفاظ عليها ملايين السنين.

 

وأوضح: أنه بدل هذه التجاوييف التي في العظام يضعها في كبسولة من السليكون، قد أمكن استخدام الحمض النووي ال DNA في حفظ البيانات والمعلومات بمليارات الميجابايت في مساحه لا تتعدي الـ 150نانوميتر وحفظ الدي إن إيه في كبسولة صغيره جدا من السيليكون  يتم وضعهأ في درجه حراره 10 درجه مئوية تحت الصفر، وأن هذه المعلومات تظل سلميه كما هي ولا يطرأ عليها اي عيوب لملايين السنين، بينما  نحتاج في الوقت الحالي إلي مساحات كبيره جدا يتم حفظها علي الميكروفيلم  ولمده لا تتجاوز 500عام فقط.

 

تعليقات