حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الأضحية
قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إن العالم ولا التاريخ لم يشهد منذ نشأته دينا فيه رحمة كالرحمة التي في الإسلام، والأدلة على ذلك كثيرة.
ولفت في منشور
عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، إلى صورة واحدة من صور الرفق بالحيوان عند ذبحه،
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم
فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة"،
متابعا: لو
بحثت يمينًا ويسارًا لن تجد أخلاق في ذبح الحيوان، كما الأخلاق التي وضعها الإسلام.
وأردف: نحن
نتقرب إلى الله عز وجل بهذه الشعيرة، وينتفع بها الفقراء والمساكين، ومن باب أولى
أن تتوجهوا باعتراضكم لهؤلاء الذين يتمتعون ويتلذذون بمصارعة الثيران، وتعذيب
الأرانب التي تقع تحت تجارب مساحيق التجميل، أو هؤلاء الذين يفتحون ثقبًا كبيرًا
في بطون الأبقار من الخارج ليزداد وزنها.
وطرح سؤال لمن
يهاجمون المسلمين بسبب ذبح الأضاحي، قائلا: لماذا تأكلون النباتات، وهي من
الكائنات الحية أيضًا؟! أليس هذا الفعل يسبب الأذى للنباتات أيضًا؟! فهي كائن حي أيضًا، وتشعر وتتألم فعلى
المعترض وهو يقوم بمضغ الخيار أو البازلاء أن يتألم لألم ما يقوم بمضغه!
وبين أنه من باب
أولى أن يمتنعوا عن شراء المبيدات الحشرية؛ لأنَّ بيوتهم إذا دخلها الناموس
والذباب لن يهدأ بالهم إلا برش هذه الكائنات الضعيفة المسكينة، وكأنها ليست من
الكائنات الحية، وربما إذا وقفت ناموسة على يد أحدهم لقام بلطمها لطمة شديدة،
فلماذا هذه الازدواجية؟!
وأوضح أنَّ ما
يحدث من ذبح للأضاحي يساعد على التوازن البيئي والاستقرار، فكل المخلوقات الحية
التي تعيش على سطح الأرض تشترك في الكينونة، وكل نوع من الكائنات الحية لا بد أن
تكون له فرصة في العيش بالقدر الذي تستقر به الحياة، فالغزلان مثلًا لو لم يوجد نوع من
الحيوانات يقوم بافتراسها؛ لكثرت أعدادها إلى درجة أنها لا تجد لها طعامًا أو
شرابًا، وكذلك الحشرات والطيور، وعلى ضوء ذلك قال العالم _جون وليام كلونسى) وهو
عالم البيئة والوراثة المعروف: "أنه لما هاجر الأولون إلى استراليا لم يكن
هناك من الثدييات إلا حيوان الدنجو (الكلب البري)، وكانوا معتادون في أوروبا على
ممارسة صيد الأرانب، فقام أحدهم باستيراد نحو اثنى عشر زوجًا من الأرانب وأطلقها
هناك، وهذا كان عام ١٨٥٩، ولم يكن للأرانب أعداء من الحيوانات لتفترسها، فتكاثرت
الأرانب بصورة مذهلة، وزاد عددها زيادة فوق ما كان ينتظر، وكانت النتيجة سيئة
للغاية وقضت على الحشائش والمراعي التي ترعاها الأغنام، وبدت محاولات عديدة
للسيطرة على الأرانب، وبنيت أسوار عبر القارة بلغ امتدادها ٧٠٠٠ ميل، ومع ذلك ثبت
عدم فائدتها فقد استطاعت الأرانب أن تتخطاها، ثم استخدم نوع من الطعم السام، ولكن
هذه المحاولة هي الأخرى باءت بالفشل، ولم يكن الوصول إلى حل إلى في السنوات
الأخيرة وكان ذلك باستخدام فيروس خاص يسبب مرضًا قتالًا لهذه الأرانب، وهو مرض
(الحرض المخاطي)، وهذا أدى إلى انخفاض عدد الأرانب، وأدى إلى منافع كبيرة، وتحولت
مناطق البراري القاحلة إلى مناطق خضراء يانعة.
واختتم مشددا على أن ذبح بعض الحيوانات التي أحلها الله يعود بها إلى موازنة الحياة والبيئة، وتركها يفسد العالم.