حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال تعالي في كتابه الكريم: "اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ(8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11)، في جميع التفاسير السابقه كان تفسير ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ )، بأن المعقبات هي الملائكه ومن امر الله ايضا الملائكه ، اي ان الملائكه يحفظون الانسان من الملائكه الذين يأتون بأمر الله ، وهذا ما أشار إليه الباجث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الدكتور محمد غلوش.
وتابع:
فهل هذا منطقي أن الملائكه لديهم قدرة أن
يمنعون أو يحفظون شيء من إرادة الله سبحانه وتعالى ، لافتا إلى أن المقصود الفعلي من هذه الاية ليس
ما قاله المفسرين ، منوها إلى أنه حتي تعلم ما يتكلم عنه الله فيما يتعلق بكلمه ( له)
يجب ان نعود الي الايات التي تسبقها ونري من هو الغائب الذي يقصده الله بـ "له
"، حيث يتكلم الله في الايه التي تسبقها
اي الايه رقم 10 عن الذي يستخف اي مستخفي بالليل ومن هو سارب اي ظاهر بالنهار
ولكنه سبقها بضمير انتم اي منكم اي المخاطبون.
وأكمل:
ويتكلم رب العزة عن الايه رقم 8عما تحمله كل
انثي وماتغيض الارحام وماتزداد اي عن الجنين الذي تحمله الانثي ويزداد في العمر وما
يسقط ولايكتمل ثم تأتي بعد له كلمه معقبات ومعقبات جمع مؤنث وليس جمع مذكر ومفردها معقبه والملائكه جمع ملك او ملاك وهو مذكر وليس مؤنث ،
ومعني المعقبات اي الاشياء التي تتعاقب علي حفظ الشيء او تاتي بالتعاقب لحفظ شيء، فماهي
المعقبات التي تتوالي وتحفظ من ومم تحفظه
وأردف قائلا:
يتكلم الله عن الجنين في رحم الانثي فيأتي بصيغه الغائب ولايمكن الا ان ياتي بصيغه
الغائب ولذلك قال تعالي (له)، والذي يمكن ان يزداد حتي يكتمل او ان يموت ويصبح سقطا، فمن يحفظه من الموت (من امر
الله ) حتي يكتمل ويصبح كامل النمو، أنها المعقبات التي تحفظه من
الموت، اذن فماهي المعقبات التي تتعاقب لكي تحفظ الجنين، انها دوره السائل الامنيوسي
الذي يحيط بالجنين ويظل محتفظا بكميته المناسبه فلايقل ولايجف ، كونها دورة تتبادل
فيها وتتعاقب المغذيات والاكسجين والبروتينات والدهون والاملاح والسكريات والمياة.
وأضاف أن هذا السائل يظل في زياده مستمره حتي الشهر السابع وهو اكبر كميه من الممكن ان يصل إليه منوها إلى أنه من الغريب أنه قبل الشهر السابع من المصادر التي تنتجه انه يرشح من انسجه الجنين قبل ان يتكون جلده في الشهر السابع، ثم يبدأ في التناقص حتي يصل الي 400 مللي قبل الولادة، مشيرا إلى أن هذا السائل يحفظ الجنين ويحميه داخل الرحم من اي إصابات أو صدمات فهو يمتص أي صدمات ، وهو يوجد حول الجنين ومن بين يديه اي امامه ومن خلفه كما وصفه تعالي وهذا يعطي مساحه كافيه لحركه الجنين وهذه الحركه مهمه لقوه العضلات والعظام، فضلا أنه يقلل وزنه علي الأم لأنه سائل يجعل الجنين خفيف الوزن فيه، يستخدمه الجنين في الشرب فيشربه لذلك يوجد في امعائه ويتنفسه لذلك يوجد في رئتيه ويتبول فيه بعد ذلك.
وختم قائلا: إن هذا السائل
يوجد في كيسين وليس كيس واحد بين طبقه اماميه وطبقه خلفيه، اذن فهذا السائل ودورته
الفيسيولوجيه وتبادل مكوناته التي تتعاقب لتكونه لكي يحفظ الجنين من الصدمات ويعطي
له مساحه من الحركه ويمنع موته ويساعد في اكتمال نموه حتي الولاده بل حتي يسهل عمليه
الولاده فهو يقوم بعمل الزيت الذي يساعد علي نزول الجنين بسهوله إذن ضمير الغائب عائد
علي الجنين والمعقبات هي دوره السائل الامنيوسي حول الجنين وهي التي تحافظ علي الجنين
من أمر الله أي من الموت.