أحمد بدر نصار يكتب: عندما يغيب الرضا يحضر الإلحاد !

  • أحمد نصار
  • الجمعة 07 يونيو 2024, 8:25 مساءً
  • 1579
أحمد بدر نصار

أحمد بدر نصار

من يتأمل اللهجة التي يتحدث بها الملحدين لا سيما في وطننا العربي، سيدرك أن هناك إشكالية ترسخت لديه تجاه الله والدين، بسبب عدم نجاحه في اختبار الرضا بقضاء وقدر الله له، وكثيرا ما نسمع أن ملحدين كانوا من المتشددين في الدين، ولكن فجأة انقبلوا على الدين وراحوا يعلنون إلحادهم، وعدم اعترافهم بفكرة الدين، على اعتبار أن هذا الاعتراض سوف يحررهم من فكرة القيود التي وضعها الدين على حسب معتقداتهم الغريبة .

 

فكثيرا مع جمعني العمل مع شباب ملاحدة، ستجد حديث الواحد منهم كله يدور حول تعرضه للظلم والاضطهاد من قبل عائلته، ويظهر لغة اعتراض على قضاء الله كيف جعلتني من أسرة فقيرة الحال، أو كيف خلقتني دون أن أري أبي أو أمي، وغير جعلته يتمتع بوالديه، فيرى ذلك ظلما من قبل الإله العظيم فتبدأ فكرة الهروب من عبادة الله والتسليم بقدره في حياة البشر، ويتصور أن الله ليس عادلا ، إذن الله غير موجود فكيف يكون موجودا وعادلا ويظهر كل هذه الصور التي يراها بعقله المحدود أنها ظلم من قبل الله .

 

كما أن الملحد يرى أن كمية الفقراء والجوعى في العالم، هو غياب الله الله عنهم، وأنه لم يتدخل لتوفير الطعام لهم، وهو الذي بيده كل شيء، ولكن الحقيقة أن الذي صنع المجاعات والحروب ليس الله وانما عباده، وكان طبيعي أن الله يترك تداعيات ما صنع بيد العباد في أرضه، فليس منطقي أن يرسل الله كتيبة من الملائكة لتعالج بشكل فوري حماقات البشر من قتل وتدمير الأخضر واليابس وألا لن تكون دنيا فيها الاختبارات جزء اساسي من وجودها .

 

ومن المثير للشفقة أن الذي تسبب في قتل الملايين من البشر في الحروب هم من الملحدين، وأن الذي تسبب في قتل الملايين في أفريقيا نتيجة الحروب الأهلية، هم أغلبيتهم كانوا قادة حروب من الملحدين، فمن الذي تسبب في الحرب العالمية الأولى والثانية ، ومن الذي احتل افريقيا 500 عام ونهب كل ثرواتها أليس الله بعيد عن كل هذه الحماقات التي ارتكبها بني الإنسان، هل الإشكالية هنا في عدالة الله ، أم في حماقة البشر الذين رفضوا تعليمان الخالق التي نادت بالسلام والحب والتعايش والتعاون على البر والتقوى والخير ، أم البشر الذين لم يروا أمامهم سوى تحقيق أطماعهم الاستعمارية التوسعية لأرضهم دون وجه حق مع سلب ثروات الدول الافريقية الفقيرة.

 

في الختام، أن الإشكالية الحقيقة عند الملحد، هو أن يكون منصفا وعادلا، عندما يرى الأمور بشكل محايد، ويرى كيف نادى الله وأمر به لكى تعيش الأرض في سلام وأمان وخير للجميع، وبين أطماع بعض البشر والدول التي أدمنت الحروب الدمار والخراب ، الله بريئا من كل حماقات البشر ، ولكن الملحد يريد شماعة يتعلق بها بدلا من أن يعلن عن سخطه وغضبه على قدر الله هو السبب الرئيسي الذي جعله يعرف من فكرة الإيمان إلى الإلحاد .

تعليقات