لماذا يجب على المُسلم أن يتبع مذهبًا من المذاهب المعتمدة كمالكِ والشافعي وأحمد وغيرهم.. هل هؤلاء همُ الإسلام؟!

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 06 يونيو 2024, 2:27 مساءً
  • 115
تعبيرية

تعبيرية

رد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال يطرحه البعض وهو: لماذا يجب على المُسلم أن يتبع مذهبًا من المذاهب المعتمدة كمالكِ والشافعي وأحمد وغيرهم، هل هؤلاء همُ الإسلام؟!

وفي إجابته، قال إنه لا يجب على المسلم اتباعِ مذهبًا بعينه، بل على المُسلم أن يتبع الله ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم: (إني قد تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي ) ولم يقل تمسكوا بمذهبٍ من المذاهب، وقد قال تعالى : ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )، ولم يقل الله سبحانه اتبعوا مذهب الإمام كذا، وايضاً قال الله سبحانه: ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلً ).

وبين في منشور عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن أصحاب المذاهب أنفسهم رحمات الله عليهم لم يأمروا الناس باتباعهم، وهم أنفسهم لم يتبعوا مذاهبًا بعينها، والصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يتبعوا مذهبًا من المذاهب قبلهم، ولم يكن هناك مذاهب في عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

وأوضح أنه لا يعني ذلك ترك المذاهب، فالناس في الإسلام ثلاثة وهم: " لعالم، وطالب العلم، والعامي"، فالعالم عليه أن يتبع ما ترجح عنده وكذا طالب العلم، أما العامي فعليه بالتعلم وسؤال العلماء لعدم قدرته على الترجيح وفهم النصوص، وفهم الدليل، لما يفتقده من أدوات العلم الشرعية، كما أن سؤال العامي للعالم ضروري وواجب اقتداءً بقول الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). وأهل الذكر هم العلماء الربانيون الذين حصلوا على أدوات العلم الشرعي.

وشدد أنه على المُسلم أن يتبع الدليل، والمذاهب الأربعة جاءت موافقة للقرآن والسنة وأقاموا مذاهبهم على الدليل، وهم من علمونا أنه إذا خالف كلامهم في مسألة ما جاء في القرآن والسنة أن نضرب به عرض الحائط، ونتبع الدليل الصحيح.

وذكر أن دراسة المذاهب مهمة جداً لنظمها وترتيبها وهذا بلا شك يعين المسلم على التفقه في الدين وييسر له العلم وطلبه.

ولخص الإجابة في وقوله إنه يجب على المُسلم اتباع الله ورسوله، وإن كان عالمًا أو طالبًا للعلم فلا يشترط له أن "يتمذهب"، وإذا كان عامي مثلي فعليه بسؤال العلماء لأنهم الطريق الوحيد لفهم الدليل، وأن التمذهب ليس واجبًا على أحد فلا يحرم التمذهب ولا يُفرض، إنما هو جائز.

تعليقات