"العقيدةُ الإِسلاميَّةُ كَمَا جاءَ بها القُرآنُ الكريمُ".. كتاب للتعرف على خصائص الدين لـ محمد أبو زهرة

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 03 يونيو 2024, 6:04 مساءً
  • 117

"العقيدةُ الإِسلاميَّةُ كَمَا جاءَ بها القُرآنُ الكريمُ"، واحد من أفضل الكتب لـ الشَّيخِ (محمَّد أبو زهرة)، ويمكن من خلاله التعرف على أصولَ العقيدةِ الإسلاميَّةِ وخصائِصَها وسماتِها وثمراتِها، كما جاءَتْ في كتابِ الله ِالكريمِ، وسنَّةِ حبيبِه (صلى الله عليه وسلم)، وهديِهِ العظيمِ

 وقدِ استهلَّ المؤلِّفُ كتابَه برسمِ خُطُوطٍ عريضةٍ للعقيدةِ الإِسلاميَّةِ منْ خلالِ استِلْهامِ كَلِمةِ الشَّهادةِ، ورسَّخَ الشَّيخُ -رحمه اللهُ- لمبدأِ التَّفريقِ بينَ قبولِ خبرِ الآحادِ في العقيدةِ وعدمِ ردِّهِ، وبينَ إضافتِه إلى أصلِ العقيدةِ الَّذي يُعَدُّ مُنكرُه كافرًا، بقيودٍ مؤدَّاها أنَّ ما احتملَ الإيمانَ من وجهٍ، والكفرَ من تسعةٍ وتسعين وجهًا لم يغادرْ دائرةَ الإسلامِ، وهذا ضابطٌ مهمٌّ يحتاجُه مجتمعُنا المُعاصِرُ؛ حتَّى لا نقعَ في فوضَى التَّكفيرِ والتَّبديعِ.

واقتصرَ الكتابُ في مُجملِه على ما لا يَسَعُ المسلمَ جهلُه، مُعتمِدًا على قطعيِّ الدَّلالةِ مِنَ القرآنِ الكريمِ، أمَّا ما يقبلُ التَّأويلَ فقدْ عرضَ المُؤلِّفُ فيه لأقربِ تأويلٍ مُستنِدًا على دليلٍ من كتابٍ أو سُنَّةٍ.

كما خصَّصَ المُؤلِّفُ شطرًا كبيرًا مِنَ الكتابِ في مُناقشةِ قضيَّةٍ شائِكةٍ لم تقفْ عندَ حدِّ السِّجالِ العِلميِّ فقطْ، وإنَّما وَلجَتْ إلى تكفيرٍ وتصنيفٍ واتهامٍ، أصابَ الأمَّةَ الإسلاميَّةَ، أَلَا وهي (قضيَّةُ التَّشبيهِ)، وقد عالجَها بحكمتِه المعهودةِ، ومناهجِه العلميَّةِ المشهودةِ الَّتي جمعَتْ بينَ المنقولِ والمعقولِ، ثُمَّ تناولَ الكتابُ قضايا عقَديَّةً مُهمَّةً، منها: الجبرُ والاختيارُ، والوحدانيَّةُ في العبادةِ، وجريانُ الخوارقِ للعاداتِ على أيدي غيرِ الأنبياءِ، والشَّفاعةُ يومَ القيامةِ، ثمَّ خُتِمَ الكتابُ بإثباتِ رؤيةِ المؤمنين اللهَ تعالى يومَ القيامةِ، وهو خيرُ ختامٍ، وفألُ خيرٍ لهذا السِّفرِ المُباركِ.


تعليقات