"التائب من الذنب كمن لا ذنب له".. ما صحة القول وما الهدف منه؟

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 29 مايو 2024, 2:09 مساءً
  • 324
الحديث النبوي

الحديث النبوي

قام عدد من العلماء بالتشكيك في هذا الحديث النبوي الشريف، على اعتبار، كيف يكون  من لم يذنب كمن أذنب وتاب، والمشكلة أن من يقول بهذا الكلام ينظر للحديث من زاوية واحده وبشكل سطحي، كون المذنب  رجل فعل ذنب مثل الزنا مثلا  ومثل شرب المسكرات وغيرها من الذنوب، وعندما يقع في الذنب  يجد فيه حلاوة يجعله يدمن عليه، ولذلك لكي تكون قويا ضد الذنوب لا تقع فيها أبدا ولا تجربها، هذا أكد الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور محمد غلوش.

وتابع: أنه بمجرد تجربتها فقد كسرت الحاجز النفسي الذي يمنعك منها، وأصبح فعلها  وتكرارها سهلا ومحببا للنفس، بل وتعتاد عليه، ويصبح البعد عن هذه العادة نوع من العذاب، لافتا إلى مثال بسيط جدا، يتمثل في الإقلاع عن التدخين، فما بالنا بالمخدرات والمسكرات والزنا والسرقة  وألخ، إذن نعم المذنب وقع في الذنب ولكن التوبة عن هذا الذنب له ثمن كبير ومؤلم جدا وصراع رهيب بين الإنسان ونفسه وجسده ويحتاج إلي إرادة  من حديد لكي يتركه ولا يعود إليه مرة أخرى .

وأوضح أن هذه المعاناة، بمثابة تطهير للمذنب من ذنبه وثمن يدفعه عاني خلاله كثيرا  لم يحتاج من لم يذنب إلي الشعور بهذه المعاناة والعذاب، ولذلك فقط تطهر المذنب  وأصبح كمن لم يذنب، وهنا يجب أن نلاحظ حرف الكاف كمن  أي انه أصبح يشبه من لن يذنب وليس يساويه في الأجر، وهذه نقطه يغفلها أيضا البعض.

وأشار إلى قوله تعالي في سورة الزمر : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وكذلك قوله تعالى سورة الفرقان: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الفرقان:68-70].)

 

تعليقات