حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
نشرت منصة الباحثون المسلمون، تقريرا ضمن حملة مخلوقات الله، حول طائر المينا الهندي والذي تكرر اسمه منذ أكثر من عام على أنه خطر داهم يجتاح مصر والشام - وبالفعل يتم تصنيفه عالمياً من أخطر الطيور الغازية - والتي لا تحل بمكان إلا وتسببت في تغييرات كبيرة فيه - فسلوكه عدواني تجاه الطيور الأخرى - خاصة في استيلائه على أعشاشها وطردها منها - وهو شره في تغذيه على الحشرات والثمار - وكذلك على أعلاف الماشية وحتى على غذاء القطط والكلاب.
وذكر التقرير أن طائر المينا الهندي يتبع الفصيلة الزرزورية - موطنه الأصلي آسيا - ويتفاءلون به في الهند (ومن هنا جاء اسم المينا الهندي) - لديه غريزة إقليمية قوية تجعله يقيم في المناطق التي يعيش فيها ولا يتركها إلا قسراً - وهو ما يهدد غيره من الطيور.
وبين أن شكله مميز بلونه البني ومنقاره الأصفر - وكذلك أقدامه الصفراء - وبقعة صفراء مميزة حول العينين - مع مساحة بيضاء بباطن الذيل وعلى باطن الجناحين.
ويتميز كذلك بقدرة أكبر من الببغاء في تقليد الأصوات قد تصل إلى إخراج 5 أصوات مختلفة.
ويستوطن الطائر آسيا بشكل أساسي - لكن لقدرته الكبيرة على التغذي على الحشرات كان يتم نقله عبر مئات الكيلومترات للبلدان التي تحتاج إليه - مثلما نقلته فرنسا بين 1700 و 1800 إلى مستعمراتها في جزيرة موريشيوس - ريونيون غرب أفريقيا لتخليصها من الحشرات - وكما تم كذلك جلبه إلى مناطق في جنوب شرق استراليا عام 1862 ثم جلبه إلى مناطق أخرى على طول الساحل الغربي لاستراليا بين 1883 و 1900.
وفي هذه الفترة كان طائر المينا رمزاً لمكافحة الحشرات والجهات البيئية تحميه وتمنع اصطياده أو القضاء عليه - لكن بمرور الوقت بدأت أخطاره في الظهور - فهو يهاجم الطيور الأصلية في بيئاتها ويستولي على أعشاشها (خاصة التي في الثقوب والفجوات والحفر في الأشجار والحوائط والمباني.
كما تبدل الحال في أستراليا من بلد كان يحتفي بالمينا الهندي - إلى إعلانهم رسمياً في عام 2008 أن المينا الهندي هو أخطر مشكلة أو آفة على البلاد !! - بل وتم إنفاق 25 مليون دولار للقضاء عليه واصطياده وطرده - لكنه عاد من جديد ! الأمر الذي يفسر لماذا في عام 2000 أعلنت لجنة بقاء الأنواع - التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN أن المينا الهندي هو أحد أكثر 100 كائن غازي في العالم (القائمة لا تحوي إلا 3 طيور فقط من الـ 100 وهو أحد الثلاثة).
حيث تم إعلانه كأحد الأخطار التي تشكل تهديداً للتنوع البيولوجي وعلى الزراعة والمصالح الإنسانية.
وحول كيفية مواجهته خاصةً أنه بدأ منذ أكثر من 10 سنوات في الظهور فعلاً في مناطق في سوريا / الأردن / فلسطين / مصر ؟ فهناك عدة أبحاث تمت على دراسة سلوكيات طائر المينا الهندي أو الشائع - وخلصت إلى أنه بشكل عام : يتصرف نفس تصرفات الكثير من الطيور مع بعضها البعض - لكن مشكلته أنه عدواني في سلوكياته تلك - كما أنه إذا استوطن منطقة أو تم نقله إليها : يصعب إزالته عنها للأسف، وعلى هذا كانت التوجيهات الأكثر فاعلية ومنطقية هي :
تقوية وتعزيز الطيور التي معه في نفس المنطقة - وذلك بتوفير الأشجار والأعشاش لها بكثرة ليتم مساعدتها على مواجهة المينا الهندي، والتضييق على المينا الهندي في غذائه وأعشاشه - بمعنى : تقليل الثمار التي يحب التغذي عليها - عدم وضع علف الماشية وغذاء الكلاب الأليفة والقطط في الأماكن المفتوحة - تتبع وهدم أعشاشه قبل تكاثره فيها ووضعه للبيض - سد الفتحات والثقوب التي يمكنه اتخاذها أعشاشاً له.