باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تحدث ابن القيم رحمه الله عن " النفس الإنسانية وأكد أنها نفس واحدة؛ تكون أمارة، ثم لوامة، ثم مطمئنة. وأخبرنا أن هذا هو غاية كمالها وصلاحها.
كما أكد أن الله سبحانه وتعالى قد امتحن الإنسان بهاتين النفسين الأمارة، واللوامة؛ كما أكرمه بالمطمئنة وأيدها بجنود عديدة.
أما عن جنود النفس المطمئنة.
حيث جعل الملكَ قرينها وصاحبها الذي يليها ويسددها، ويقذف فيها الحقِّ، ويُرغبها فيه، ويُريها حسن صورته، ويزجرها عن الباطل، ويُزهدها فيه، ويُريها قبحَ صورته.
وأمدها بما علمهـا مـن القـرآن والأذكار وأعمال البر، وجعل وفود الخيرات وأمداد التوفيق تنتابها وتصل إليها من كل ناحية. وكلَّما تلقتها بالقبول، والشكر، والحمد الله، ورؤيةِ أوَّلِيَّته في ذلك كله، ازدادَ مَدَدُها ، فتقوى على محاربة الأمارة.
فمن جندها ـ وهو سلطان عساكرها ومَلِكُها - الإيمان واليقين. فالجيوش الإسلامية كلُّها تحت لوائه ناظرةٌ إليه. إن ثبت ثبتتْ، وإن انهزم ولت على أدبارها.
ثم أمراء هذا الجيش ومقدَّمو عساكره:
شُعَبُ الإيمانِ المتعلقة بالجوارح على اختلاف أنواعها، كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصيحة الخلق، والإحسان إليهم بأنواع الإحسان..
وشُعَبُه الباطنة المتعلقة بالقلب، كالإخلاص والتوكل والإنابة والتوبة والمراقبة والصبر والحلم والتواضع والمسكنة، وامتلاء القلب من محبة الله ورسوله، وتعظيم أوامر الله وحقوقه، والغيرة لله و في الله، والشجاعة والعفة والصدق والشفقة والرحمة.
وملاك ذلك كله الإخلاص والصدق .
فلا يتعنّى الصادق المخلص، فقد أقيم على الصراط المستقيم، فيُسَارُ به وهو راقد.
ولا يتهَنَّى من حُرم الصدق والإخلاص، فقد قطعت عليه الطريق، واستهوته الشياطين في الأرض حيران، فإن شاء فليعمل، وإن شاء فليترك، فلا يزيده عمله من الله إلا بعدا.
وبالجملة فما كان لله وبالله فهو من جند النفس المطمئنة.
من كتاب الروح للإمام ابن القيم رحمه الله، ص 641