حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الوسواس في العقيدة
قال الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إن وسواس العقيدة أمر طبيعي للغاية بل دليل على بشريتنا، لأن الله سبحانه وتعالى جبلنا على الخير والشر والحق والباطل والدليل قول الله تعالى: (ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)، وهذا دليل على أن النفس مجبوله ومفطورة على الفجور والتقوى، وقوله: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) والأمشاج هو الخليط من الشيء وعكسه، ماء الرجل والمرأة الخير والشر… إلى آخره.
وبين في منشور عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن
وجود الوسواس في النفس البشرية شيء طبيعي ومعنى طبيعي أنه يأتي لكل البشر، فنحن
لسنا ملائكة نسير على نهج وطريق واحد وحسب، إنما نحن بشر مخيرين وما دمنا مخيرين
فلابد من وجود الشيء وضده حتى نختار بينهما بعدما نحكم عقولنا ونفعل إرادتنا،
فوسواس العقيدة دليل بشريتنا، وليس فيه إشكال ولا يترتب عليه عقاب أخروي إلا إذا
ترجم لأفعال.
وتابع: أما مجرد وجوده ومحاولة دفعه ورده فهذا خير عظيم بل هذا هو صريح الإيمان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: (وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان)، ما كان في نفس الصحابة وساوس وأسئلة عقائدية كانوا غاضبين من وجودها فأخبرهم النبي الكريم أن ذاك صريح الإيمان، فمادامت الوساوس كانت تأتي لصحابة رسول الله العدول الكرام الذين كانوا بين أيديه فما حالنا نحن؟! فوجود الوسواس لا يزعجك بل لا يخلوا إنسان منه، إنما يزعجك لو أقررتِ وجودها وترجمتيها إلى أفعال، أما انزعاجك هذا منها دليل على أنك على خير، حاولي وجاهدي نفسك واستعيذي بالله من الشيطان وانتهِ وأبشري بالخير وتأكدي أنك مثابة على ذلك.