باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
أخلاقيات الحرب عند النمل
من منا يختلف علي أن عالم الحشرات والحيوانات لم يخلق عبثا في تلك الحياة ؛ ومن منا يختلف إننا لم نأخذ العبر من هذا العالم العجيب ؛ ومن يتابع عالم النمل سيدرك أنه أمام ملحمة إنسانية شديدة الروعة والجمال والرقي حتى في أحلك الظروف في مقدمتها الحروب ؛ فالحروب في عالم النمل قد تمتد لأكثر من 6 أسابيع ؛ ورغم أن معارك النمل معروفة لدى العلماء بشراستها وعنفها فاذا واجه النمل عدو عملاق فان النمل يلتفت حوله ويصب عليه حمض " الفورميك " لإجهاد قوته مما يسهل قتاله والقضاء عليه ثم يقوم النمل بسحب جثث صرعى الأعداء إلى داخل المستعمرة للاجهاز عليه والتهامه . وغالبا جيش النمل يتكون من أكثر 30 الف نملة تسير في موكب قد يصل الي 15 مترا وعرضه نحو مترين ؛ إلا أن ان لديهم أخلاق في الحرب ؛فيقول " موريس ماترلينك " في كتابة الشهير " عالم النمل " إن النمل المشترك في حرب ضد مجموعة معادية يقدم اليها الطعام إذا نفد طعامها وتوسلت اليه قبل القتال قيرق قلبه؛ ويطعمها رغم العداء ؛ ثم يستأنف القتال ..
ومن مظاهر التسليح في عالم النمل أن الشغالات تحمل مدافع رشاشة من حافض " الفورميك " او " التمليك " وهو حامض حامض حارق لازع تقوم الشغالات بإطلاقه حيت تتعرض المستعمرة لغزو خارجي من نمل مغير كما تطلق روائح تنتشر بسرعة لتدفع الروح المعنوية لدي المدافعين فيضاعفوا من قتالهم .ويزدادون بسالة وشجاعة في الدفاع عن وطنهم.
ويشير " ماترلينك " إلى " إن النملة هي بلا منازع أنبل وأسخى وأخلص وأكثر مخلوقات هذه الدنيا خيرا " مدللا على كلامه بأن النملة قد تضحي بجزء من جسمها لكنها لا تضحي بيرقاتها حتى انها قد تتابع طريقها وهي محروقة من عضو من اعضائها كي تطمئن علي سلامة يرقاتها
ويقول ماترلينك إن النمل مجتمع يعيش في محبة وتسامح وإيثار فهو يعيش في عش واحد فالطعام متاح امام الجميع فلا خوف على نملة من جوع ولا خوف علي نملة من شبع او اسراف فالكل ياكل على حالة واحدة ولكل نملة عضو اسمه الكيس الاجتماعي يوجد عند مدخل بطن النملة وهو ليس بمعدة النملة.وهذا الكيس هو عضو الاحساس في النملة إذ هي على استعداد دائما أن تقدم الطعام من هذا لكل جائع ولكل نملة محتاجة ولو لم تكن من نفس عشها .