باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
د.محمد جاد الزغبي
مشكلة المشاكل حقيقة في تلك المراكز المشبوهة التي تؤسسها الإمارات أو الغرب وتدعي الفكر والتنوير، أنها أمور عفا عليها الزمن وسبقتها الحوادث بآلاف الأميال.
وأكثر ما يثير
الدهشة أن نجد أحدا ينتقد الهجوم العنيف الذي تم توجيهه ناحية مركز (تكوين) الذي
جمع كافة المسجلين مثل يوسف زيدان وإبراهيم عيسى ونحوهم، فهؤلاء الذين ينتقدون
هجومنا على هذه المجموعة ويقولون بأن الرد عليهم يجب أن يكون ردا فكريا يتغافلون
عن حقيقتين في منتهى الأهمية توضح لماذا نحرص أن يكون هجومنا عليهم في مقام
التسفيه والسخرية لا مقام النقاش والمناظرة.
السبب الأول:
أن الحكمة
العربية تقول (لكل مقام مقال)، فليس من المعقول إطلاقا ولا المقبول أن ننزل الفكر
محل السفاهة، أو ننزل الاحترام في غير موضعه.
فهذا ليس من
الأدب أو التهذيب في شيء.
وبالتالي:
فمن المستحيل أن
نتناول أشخاصا مثل هؤلاء على محمل الجد لسبب واحد بالغ البساطة، وهو أن جهلهم حتى
بأبجديات اللغة العربية –فضلا على
العلوم-هو جهل مركب واستهانة غير مسبوقة بمبادئ البحث العلمي.
فكبيرهم مثلا
(يوسف زيدان) والذي من المفترض أنه أكاديمي مرموق، وحاصل على الدكتوراه في تخصصه،
وجدناه يرتكب جريمة علمية متكاملة الأركان عرضناها بأدلتها هنا في مقال سابق عندما
سرق بحثا لكاتب إسرائيلي يدعي فيه أن المسجد الأقصى ليس مكانه بالقدس!
لكنه زاد على
الباحث الإسرائيلي المتخلف أنه نسب هذا القول لعلمائنا مثل ابن تيمية والبخاري
وابن القيم بينما كتبهم خالية تماما من هذا الهطل، وتقول بعكسه.
ورغم ذلك جرؤ
زيدان على أن يدلس على المراجع فينسب لهم ما لم يقولوا به وكأنه يخاطب جمهورا من
الدواب!
وليت الأمر
اقتصر على هذا.
بل جاء بتفسير
عجيب للبيت الأول من قصيدة كعب بن زهير
بانت سعاد فقلبي
اليوم (متبول)
فقال في محاضرة
علنية أن كلمة متبول معناها أن قلب الشاعر موضوع في التوابل!
وهذه لا يمكن أن
يقع فيها طالب ثانوي فضلا عن عالم من المفترض أنه متخصص، فضلا على كونه يتصدى
لتجديد الخطاب الديني في الإسلام الذي يقوم كتابه السماوي على الإعجاز اللغوي.
بينما يوسف
زيدان يجهل أبجديات الفهم والإدراك لهذه الدرجة!
وقس على ذلك
إبراهيم عيسى وهو أشد من رأيت في حياتي تبجحا بجهله، وله تعليقات واكتشافات تليق
بمستشفى الأمراض العقلية ومنها قوله إنه لا يوجد شيء في القرآن والسنة اسمه (شريعة
إسلامية) أصلا!
وثالثتهم في
تجمع تكوين هي تلك الباحثة التي تقدم نفسها كباحثة في السيرة النبوية ثم تزعم أن
السيدة خديجة رضي الله عنها أنجبت ابنتين في الجاهلية هما (هالة وهند) وأنهما لم
يدخلا الإسلام!
فلك أن تتخيل
عزيزي القارئ أن باحثة السيرة النبوية التي ستتصدى لتجديد الخطاب الديني تجهل أن
السيدة خديجة أنجبت ذكرين هما هند وهالة، ولكن الباحثة العبقرية ظنت أن الأسماء
أسماء إناث لا رجال!
بخلاف أحد أكابر
المجددين الذي كان يظن أن الإمام (محمد بن إسماعيل البخاري) اسمه (جمعه محمد
البخاري)!
وذلك أنه قرأ
اسم البخاري على غلاف كتابه (الصحيح) فضم لاسم البخاري كلمة (جمعه) أي جمع أحاديث
الكتاب، فصار اسم البخاري (جمعه)!
فهل هذه
العقليات وهذه المستويات هي من تطالبوننا باحترامها أو التعامل معها على أنها
عقليات لها عطاء فكري يستحق النقاش!
السبب الثاني:
أن هذه المجموعة
مأجورة وممولة وبشكل علني لم ينكروه هم أنفسهم، فصفقة إبراهيم عيسى مع قناة الحرة
الأمريكية صارت حديثا مكرورا يتندر به الوسط الإعلامي، وعلى نفس الشاكلة انضم إليه
فريق مركز (تكوين) الذي تموله الإمارات علنا.
فهل هناك عاقل
يقول بأن الأقلام المأجورة والمؤلفة جيوبهم يستحقون النقاش الفكري؟!
السبب الثالث:
وهو أن ممولي
المركز في الإمارات –على عادة
الحكومات العربية-يتصرفون في عالم مواز!
وإلا لانتبهوا
أن لعبة (تجديد الخطاب الديني) ولعبة (مكافحة الإرهاب)، تلك اللعبة سقطت في الغرب
نفسه وكشفها المجتمع الغربي على سائر مستوياته من الطلبة الجامعيين إلى الأكاديميين
والسياسيين وغيرهم.
كما هناك مقطع فيديومتدوال على السوشيال ميديا، لأحد الأمريكيين، وهو يخاطب حكومته قائلا إن لعبة (جورج بوش) الابن ضد
الإسلام واتهامه بالإرهاب أصبحت فاقدة للفاعلية ولم تعد تعمل!
لكن هكذا هو
مستوى التفكير الحكومي العربي يظنون أن اشتهار أسماء من يستعينون بهم من الإعلاميين
كفيل بتحقيق الرواج لأفكارهم.
ولعلهم الآن
اكتشفوا أن شهرة هؤلاء الإعلاميين إنما هي شهرة سلبية كشهرة إبليس بين البشر، فكيف
تتوقعون أن يستقبلهم الناس وقد صارت أسماؤهم مرادف لكل انحلال؟!