حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
القرآن
قال الباحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، محمود درويش، إن السنة النبوية تناولت وصف للقرآن الكريم، لافتا إلى أنه لا ريب أن الحديث يعتبر شرحا وافيا ومقتضبا لآيات الذكر الحكيم .
وتابع: فقد جاء في حديث مأثور إن لله عز
وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء : كتابه وهو نوره و حكمته ، و بيته الذي جعله للناس قبلة
لا يقبل الله من احد وجها إلى غيره ، و عترة نبيكم"، مشيرا إلى أنه جاء في حديث---
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، : " كأني قد دعيت فأجبت ، و أني تارك فيكم
الثقلين احدهما اكبر من الآخر كتاب الله تبارك و تعالى حبل ممدود من السماء إلى الأرض
، و عترتي أهل بيتي ، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما " .
وأكمل: في حديث مسند أخر عن النبي
صلوات الله عليه وسلم، قال رسول الله : " يا أيها الناس أنكم في زمان هدنة وانتم
على ظهر سفر و السير بكم سريع فقد رأيتم الليل والنهار والشمس و القمر يبليان كل جديد
و يقربان كل بعيد ، و يأتيان بكل موعود ، فاعدوا الجهاز لبعد المجاز"، فقال :
يا رسول الله ما دار الهدنة فقال " دار بلاء و انقطاع " ، ثم أضاف النبي
صلى الله عليه وسلم، قائلا : " فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم
بالقرآن فانه شافع مشفع وما حل مصدق " .
وأوضح أن " الماحل الذي يخبر السلطان
عن رعيته سعاية ( وشاية ) فإذا اخبر القرآن ربنا المتعال عن عمل سيء قام به أحد العباد
فان الرب سبحانه يصدقه" ثم أضاف النبي "صلى الله عليه وسلم" :
" من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار . وهو الدليل
يدل على خير سبيل ، و هو كتاب تفصيل وبيان تحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، له ظهر و
بطن ، فظاهره حكمة و باطنه علم ، ظاهره أنيق ، و باطنه عميق ، له تخوم على تخومه تخوم
، لا تحصى عجائبه ، و لا تبلى غرائبه . فيه مصباح الهدى و منازل الحكمة و دليل على
المعروف لمن عرفه " .
وأكمل: و يأتي رجل -- و يسال : ما بال القرآن
لا يزداد على النشر و الدرس إلا غضاضة ؟ فيجيبه --- : " لان الله تبارك وتعالى
لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا للناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم
غض إلى يوم القيامة " كما قال الرســول
(صلى الله عليه وسلم) : " فضــل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ،
وقال : " القرآن غنى لا غنى دونه " وقال : " القرآن مؤدبة الله فتعلموا
مؤدبته ما استطعتم " ، كما قال الرسول (ًصلوات الله عليه وسلم) : " إن أردتم
عيش السعداء و موت الشهداء و النجاة يوم الحسرة ، و الظل يوم الحرور ، و الهدى يوم
الضلالة ، فادرسوا القرآن فانه كلام الرحمن و حرز من الشيطان و رجحان في الميزان
" .
وأردف قائلا: قد وصف الأمام علي (القرآن مرة فقال :
" عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين ، و النور المبين ، و الشفاء الناقع ، و
الرأي النافع ، و العصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب
، ولا تخلقه كثرة الرد ، و ولوج السمع ، من قالبه صدق ومن عمل به سبق " . و قال أمير المؤمنين
: " كتاب الله تبصرون به ، و تسمعون به ، و ينطق بعضه ببعض ، و يشهد بعضه على
بعض" .
ونوه إلى أن الإمام علي ( يقول : دخلت عليه
فقلت : يا أمير المؤمنيــن إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسر به ، وإذا خرجنا من عندك
سمعنا أشياء مختلفة ، مغموسة ، لا ندري ما هي فقال : أو قد فعلوها ، قلت : نعم ، قال
" سمعت رسول الله يقول: أتاني جبرائيل فقال : يا محمد سيكون في أمتك فتنة . قلت
: فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، و خبرها بعدكم ، وحكم
ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس
الهدى في غيره أضله الله ، وهــو حــبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط
المستقيم ، لا تزيغه الأهواء ، ولا تلبسه الألسنة ، ولا يخلق عن الرد ، ولا تنقضي عجائبه
" .
وختم قائلا: هكذا تصف الأحاديث الشريفة المروية عن الرسول (ًصلى الله عليه وسلم) ، وعن الأئمة الهداة تصف القرآن الحكيم .