لماذا الذئاب في صورة غنم؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 05 مايو 2024, 09:45 صباحا
  • 504

في عام 2008 حملت الأخبار ما يسوء أعداء الإسلام في الخارج - وذلك باكتمال خروج 4 شخصيات شهيرة من الإسلام للنصرانية أو الإلحاد أو إعلان الشذوذ !! الصومالية المنشأ : إيان هيرسي علي Ayaan Hirsi Ali - والأوغندية المنشأ : إرشاد منجي Irshad Manji - السورية المنشأ : وفاء سلطان Wafa Sultan - المصري المنشأ : مجدي علام Magdi Allam.

وهنا يتعجب المرء: كيف يكون خبراً كهذا سيئاً لأعداء الإسلام ؟

أليس هذا هدفهم ؟ أن يُخرجوا من الإسلام ما يمكنهم إخراجه من العامة والمخدوعين للنصرانية أو الإلحاد ؟

والإجابة :أن الأربع شخصيات هذه لم تكن عامة أو مخدوعين !لقد كانوا هم أنفسهم من أهم العاملين على إخراج المسلمين من دينهم إن استطاعوا !! لقد عملوا لسنوات (واسمهم مسلمين) في سب الدين وانتقاصه وسب الله ورسوله وتشويه الشرع !! بل وكانوا مع موجة شيطنة الإسلام تماماً مثل حركة الإلحاد الجديد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 !

الغريب هنا أن المتتبع مثلاً لكتابات أحد كارهي الإسلام في الغرب مثل مارك ستاين Mark Steyn في مجلة National review يجد ذلك الحزن على الردة العلنية لهؤلاء الأربعة !! كيف ذلك وقد كان نفعهم واسمهم (مسلمين) هو أكبر نفعاً بكثير من نفعهم عندما تركوا الإسلام علناً ؟!

ففي الحالة الأولى (اسمهم مسلمين) :كانوا يخدعون عامة المسلمين وكأنهم ينتقدون الإسلام من الداخل - ويُظهرون هجومهم على ثوابت الدين وكأنه مراجعات شخص عاقل ينتقد دينه (تشبها بالنصارى عندما ينتقدون دينهم) - كانوا يظهرون الانتقادات فوق الطولات - ومن تحتها يقبضون دعم المؤسسات الساعية لخراب الدين في المنطقة.

أما في الحالة الثانية :

فمَن الذي سيصدقهم الآن بعد أن أعلنوا ردتهم فألحدوا أو تنصروا ؟! بالتأكيد سيقل كثيراً كثيراً مَن سيستمع لطعنهم في الإسلام عندما يعلم أن فلانة أو فلان ملحدين !

مَن يفهم هذه الفروقات : سيفهم سر التناقض الغريب في العديد من الشخصيات على الساحة اليوم - حيث اسمهم لا زال (مسلما) : لكنهم يطعنون في ثوابت الدين جملةً وتفصيلاً - هم المنافقون اليوم - كفار في الباطن : مسلمين في الخارج !

يتلقون الدعم المادي ليتحركوا وينشروا سمومهم بين المسلمين باسم (التنوير) تارة - وباسم (تنقيح التراث) تارة أخرى - وباسم (تجديد الخطاب الديني) تارة ثالثة .. وهكذا .. لن يعدم شياطين الإنس من اختراع الأسماء الرنانة لمعاركهم مع الإسلام للأسف

أما بالنسبة للأربع شخصيات المذكورة : فالصومالية المنشأ :  إيان هيرسي علي Ayaan Hirsi Ali  فمنذ شبابها وقد انخرطت في (العمل النسوي) - والذي بدوره ألقاها مع أخو الفساد (العمل الليبرالي) - والذي بدوره جعلها مطالبة بالانتصار للحقوق الزنا والإجهاض والشذوذ - وهلم جرا - اشتهرت عندما ركبت موجة الطعن في الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بمقال أرسلته لإحدى الجرائد الهولندية المتشددة - ثم كتبت في 2004 سيناريو وحوار الفيلم المسيء للإسلام عام 2004 من إنتاج وإخراج الهولندي للمخرج الهولندي ثيو فان جوخ !! وهكذا وجدت احتفاء الجهات الغربية بها (كمسلمة تطالب بهذه الكفريات علناً) : فتم تلميعها وترقيتها وتنصيبها ككاتبة ومؤثرة ومؤسسة لمنظمة حقوق المرأة A.H.A وشخصية بارزة وتكريمات !!

وأما الأوغندية المنشأ : إرشاد منجي Irshad Manji

فلا يختلف مسارها كثيراً عن إيان هرسي - وفي نفس العام 2004 صدر لها كتابها الأول للطعن في الإسلام - وعلى أثره تلقت سيلاً من الدعم الغربي - غير أنها اختلفت في نقطة هامة عن إيان هيرسي ألا وهي : أنها أعلنت على الملأ أنها شاذة وسحاقية !! فتخيلوا كمية الحفاوة والتلميع لـ (مسلمة شاذة سحاقية) !! وهي تنشر أنه يجب على المسلمين تغيير معاني القرآن حسب الحاجة (أو حسب المزاج) وعدم التقيد بمعانيه الظاهرة !! وكان آخر تحديث لعلاقاتها الشاذة زواجها بشريكتها لورا ألبانو عام 2016 وهما مطلقتان الآن

وأما السورية المنشأ :  وفاء سلطان Wafa Sultan  فربما يتذكرها الجيل الذي عمره الآن ما بين 35 و 45 سنة فما فوق - وذلك في بث مباشر حواري ملأت فيه الأسماع بأقذر وأقبح الشتائم على الهواء مباشرة للإسلام والمسلمين وكل مقدس لدينا !! لدرجة أن الناس من بعدها صاروا يصفونها بأنها المرأة التي (تحيض من فمها) !! فهذا مثال لامرأة كانت في يوم من الأيام (من المفترض) مسلمة !! وسبحان الله العظيم !

 

وأما المصري المنشأ :  مجدي علام Magdi Allam

وهو محامي إيطالي أعلن تنصره بعد مؤتمر (مؤتمر القمة الإصلاحية الإسلامية) في أمريكا مارس 2008! وهو المؤتمر الذي ضم عدداً كبيراً من المُعادين للشريعة الإسلامية: لكن لا زالوا (مسلمين اسماً) وذلك بجانب حضور عدد من قادة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية ! ولا تعليق !!

فهل علمتم الآن كيف أنه من مصلحة أعداء الدين أن يبقى (الذئاب) في صورة غنم ؟ هل علمتم لماذا وصف الله تعالى المنافقين في القرآن بأنهم : ((في الدرك الأسفل من النار)) ؟ النساء 145

وهل علمتم جانباً من معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله حذيفة بن اليمان عن الفتن فكان منها قوله: "دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك". رواه الإمام البخاري في صحيحه 3606

 نقلا عن منصة: الباحثون المسلمون

تعليقات