حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
تعبيرية
يردد البعض حديثا يقال إنه روي عن عائشة رضي
الله عنها، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء
ولا يأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال يا عائشة أعلمت أن
الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي
فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل
من بني زريق حليف ليهود كان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف
طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان قالت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه
فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين قال
فاستخرج قالت فقلت أفلا أي تنشرت فقال أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من
الناس شرا.
وتعليقا
على هذا الحديث، يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الدكتور محمد غلوش،
علينا أن نتسأل، هل يتوافق مع القرآن أم ضد ماجاء في القرآن، فقد قال الله تعالى
في سورة الإسراء "نحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ
إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا
رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا
يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)، وكذلك قال الله تعالى في سورة الفرقان، "وَقَالَ
الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ( انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
سَبِيلًا"، منوها إلى أن هذه الآيات الكريمة، تدل بشكل لا لبس فيه أن من يقول
بان رسول الله قد سحر إنما هم الظالمون.
وأكمل: وعلينا أن ننظر إلي تعقيب الله علي الظالمين وأنهم ضلوا وأنهم لا يستطيعون الوصول بسبيل إليك، هذا كلام الله، وكذلك يقول تعالي أن رسوله معصوم من الناس مصداقا لقوله تعالى"وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" فكيف يسحر معصوم، أذن القرآن ضد ما جاء في حديث سحر الرسول تماما.
كما تجدر
الإشارة إلى أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في
العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من
العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي
في ذلك بالظن
.