هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
رد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال: هل مفهوم السببيَّة له وجود لحظة ظهور الكون؟ وبين أننا في الإسلام نؤمن بقيُّوميَّة الله؛ فالله قيُّوم السماوات والأرض: به تقوم السماوات والأرض ولذلك كان اسم "الحي القيوم" هو اسمُ الله الأعظم عند كثير من أهل العلم.
وتابع خلال
حديثه في كتاب "بصائر"، أن العجيب أننا عندما تعمَّقنا في النظر إلى كوننا
وجدنا أن الكون ما كان له أن يُوجَد ثم يستقر ويستمر، وما كان للدالة الموجية أن
تُظهر نمطًا معينًا للوجود إلا بمُرجح؛ إلا بقيُّوميَّةٍ! والدالة الموجية هي: احتمالات خصائص أي جسيم
صغير، خصائص الجسيم مثل: مكان الجسيم، فربما يكون مكان الجسيم الآن هنا أو هنا
أو هناك، لا تعرف.
وذكر ان الدالة الموجية تضع احتمالات كثيرة
جدًّا لمكان الجسيم، لكن لا تقطع له بمكان مُحدَّد، ولن تستطيع أن تقطع فطبقًا لميكانيك الكم، وميكانيك الكم
هو علم دراسة الجُسَيمات الأصغر حجمًا من الذرة، وهو علم صحيح تمامًا، وطبقًا لميكانيك الكم أيضا، فأنت يستحيل
علميًّا أن تعرف مكان جُسيم واحد بعد ثانيةٍ من الآن، بل يستحيل أن تعرف مكانه
وسرعته الآن، هذا محال ومَن قال إنه يعرف مكانه الآن، فهو لا يعرف شيئًا عن
ميكانيك الكم.
وأردف: أنت لن
تعرف خاصيتينِ لجسيمٍ واحدٍ في وقتٍ واحدٍ هذا مُحالٌ في ميكانيك الكم، وهذا ما
يُسمَّى في علم ميكانيك الكم بمبدأ الريبة أو مبدأ اللايقين، ومبدأ اللايقين ينصُّ على أنَّه:
يستحيل تحديد مكان وسُرعة جسيم في وقتٍ واحدٍ؛ يستحيل تحديد خاصيتين في نفس الوقت.
وأشار إلى أنه
قد يقول قائل: ربما هذا نتيجة قصور الآلات أو قصور المعرفة البشرية؟ ومَن قال بهذا فهو أيضًا لا يفهم
ميكانيك الكم جيدًا فمبدأ اللايقين هو قانون صارمٌ من قوانين الطبيعة، لا يرتبط بأي شكلٍ
من الأشكال ببعض القصور الموجود في أجهزتنا، أو بقدراتنا على الرصد، بل هو قانون
كونيٌّ وبناءً على ما سبق: فالكون بكل ما فيه قاصرٌ تمامًا لا يتحكَّم
بنفسه، ولا يمكن أن يعرف هو، فضلًا أن نعرف نحن ما سيؤول إليه بعد لحظةٍ واحدةٍ!
ووصال: حرفيًّا
لن تعرف ولن يعرف العالم ماذا سيحصل في الكون بعد لحظة واحدة من الآن؛ وهذا مبدأ
كونيٌّ فانهيار السماوات، وتشقق الأفلاك هو احتمال كوانتي كمِّيٌّ قائمٌ في
كل لحظة، وفي أي لحظة! {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ
بَعْدِهِ} [فاطر:41]. وكما يقول ستيفن هوكينج في كتابه الأخير
التصميم العظيم: "من الممكن أن يتحوَّل القمر في بعض العصور إلى قطعة جبن؛ في
أية لحظة يمكن أن يحصل هذا الأمر، لكنه ليس كذلك الآن... ثم يضحك هوكينج ويقول:
وهذا ربما يُغضِب الفئران"، ويقول ستيفن هوكينج في نفس الصفحة:
"البعض يتخيَّل أن هذا خيال عِلمي، لكنه ليس كذلك"! أيُّ شيء يمكن أن يقع في أية لحظة! والذي يفهم ميكانيك الكم جيدًا سيفهم
عمَّا أتحدث!
وأكدة أن الدهشة
ليست في انقلاب الكون إلى أي توقُّع في أيَّة لحظة؛ لأن هذا أمرٌ قائمٌ؛ الأكثر
دهشة أنَّ الكون لا يحصل له أي شيءٍ من ذلك، بل هو ثابت ومستقرٌّ ومُنظَّم، حيث إن
ثبات الكون
واستقراره بكل ما فيه من جُسيمات هو أحد أوجه قيُّوميَّة الله سبحانه، وبدون الله
تفسُد السماوات والأرض في لحظة: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ
لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]، فالكون كله بكل جُسيم فيه مفتقر إلى
الله منذ لحظة ظهوره، وفي كل لحظة.
وأكد هيثم طلعت
أن الدالة الموجية وميكانيك الكم يقولانِ لنا إنه: لا بد من مُرجح في كل لحظة لكل
جُسيم، لا بد من قيُّوم وإلا لانهار كل شيء، ولا بد من مرجح لظهور الكون، لا بد من
مرجح لاستمرار الكون، لا بد من مرجح لاستقرار الكون وثباته!
واختمم مؤكدا
على أن السببيَّة أمر جوهريٌّ لحظة ظهور الكون، والقيُّوميَّة حقيقة لكل مَن نظر
وتدبَّر!