إنذار لمن أنكر الإيمان.. رسالة في سورة الأحقاف

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 01 مايو 2024, 11:13 صباحا
  • 313
سورة الأحقاف

سورة الأحقاف

 في البداية فإن سورة الأحقاف المكية قد سميت باسمها كونها تناولت قصة قوم عاد الذين أنكروا الإيمان والعبادة لله، مصداقا لقوله تعالى : ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ٢١﴾ والأحقاف المذكورة في القرآن هي موضع من ديار قوم عاد الذين أُرسل إليهم النبي هود ليدعوهم إلى عبادة الله، وفقا لصفحة أهداف سور القرآن الكريم.

وتابعت: ولكن الذين كفروا أعرضوا عن إنذار الكتاب ولم يفكروا فيما شاهدوا في العالم من النظام والحكمة فلا هم بسماع الوحي متعظون ولا هم بالنظر في العالم المشاهد يعتبرون، مستلة بعدة آياتها منها:  

{ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)

{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)

{ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)

{ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21

وأشارت إلى مضت الرسل، مصداقا لقوله تعالى { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)

وكشفت السورة عن عدة بيانات تفيد استمرار نظام الحياة الدنيا للسماوات والأرض محدد بأجل مسمى، وأن الله خلق السماوات والأرض بالحق.

- بيان أن الذين كفروا معرضون غير عابئين بما أُنذروا به من إنذارات.

- بيان الموقف الاستكباري، الذي وقفه أئمة الكفر والشرك في مكة إبان التنزيل من ضعفاء المؤمنين.

- أوضحت السورة ضلال الكفار وبهتانهم وخطأهم في عبادة الأوثان والأصنام

 التي لا تضر ولا تنفع

 ولا تبصر ولا تسمع

 ولا تغني من الحق شيئاً.

- ردت على المشركين مزاعمهم، وسفهتهم في زعمهم أن القرآن سحر مبين

 قال تعالى :

{ قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم }  10

وأكدت الصفحة أن السورة  تضمنت السورة إنذاراً للمصرين على كفرهم من مشركي مكة، بأنهم إذا تماروا في غيهم، أهلكهم الله كما أهلك كفار أهل القرى من حولهم فما نصرتهم آلهتهم التي كانوا اتخذوها من دون الله، كما تضمنت السورة بياناً إقناعيًّا موجهاً من الله سبحانه لمنكري البعث، مصحوباً بإنذار بعذاب النار يوم الدين.

وعرضت السورة هؤلاء النفر من الجن فأنصتوا إلي سماع القرآن من الرسول الكريم ثم ذهبوا إلى قومهم منذرين ومخوفين لهم من أن يخافوه؛ لأن القرآن مصدق لما جاء به موسى عليه السلام ولأنه يهدي إلى الحق الثابت والصراط المستقيم،

وآمرين لهم بإتباع ما جاء فيه ليغفر الله لهم ذنوبهم وينجيهم من عذاب أليم، وذلك تنبيه وتوبيخ للمشركين، حيث آمن به الجن، وكفر به المشركون وعاندوا.

تعليقات