كيف فرقت سورة سبأ بين الرزق الدائم والمؤقت!

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 30 أبريل 2024, 06:59 صباحا
  • 53
سورة سبأ

سورة سبأ

 يعد الرزق من أهم الأهداف التي يسعى إليها الإنسان في الدنيا، كما أن الرزق ليس مالا فحسب، بل هناك أنواع للرزق عظيمة وكثيرة، وتفوق قيمتها عن المال بمراحل، مثل الصحة والذرية، ولكن كشفت لنا سورة سبأ أن هناك رزق دائم ورزق مؤقت.

والرزق المؤقت هو الرزق الذي تملكه وقد يسترجعه الله منك في اي لحظة مثل، الصحة، الذرية، المال، السعادة، والأمن والأمان والاستقرار والجيران الطيبين وغيره كثير من  الأرزاق الدنيوية، أما الرزق الدائم، فهو الرزق الذي يكون ملازما لك إلى يوم القيامة مثل، عبادة الله تعالى، والأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان في دنياه،  وخدمة والوالدين  وطاعتهم وصلة الرحم رزق، فضلا عن عفوك عن الناس رزق وغيره فلا تجعل أرزاقك المؤقتة تشغلك عن أرزاقك الدائمة، وفقا لصفحة أهداف القرآن الكريم.

وتابعت: ولأجل ذلك سخَّرَ الله سبحانه وتعالى الكون كله للإنسان، لافتة إلى أن الأرضَ وكل ما عليها من دواب وأنعام وجماد فهي للإنسان، وقد سخر له كل السبل والطرق التي تساعده على استغلال الأرض واستخراج ما فيها من الخيرات فأنزَلَ الله سبحانه الأمطارَ وأنبتَ له الأشجارَ وساق له رزقه المكتوب له أينما كان ويوسِّع الرزق على مَن يشاء من عباده ويضيِّقه على مَن يشاء  وهو سبحانه خير الرازقين فاطلبوا الرزق منه وحده سبحانه، مصداقا لقوله تعالى { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)، مشيرة إلى أنه يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب وما يصعد إليها من الملائكة وأفعال الخلق .

وأشارت إلى قوله تعالى { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)، لقد كان لقبيلة سبأ في مسكنهم دلالة على قدرتنا بستانان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له نعمه عليكم فإن بلدتكم كريمة التربة حسنة الهواء وربكم غفور لكم.

ونوهت إلى قوله تعالى  { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)، أي قل يا محمد للمشركين من يرزقكم من السموات بالمطر ومن الأرض بالنبات والمعادن وغير ذلك فإنهم لا بد أن يقروا بأنه الله وإن لم تقروا بذلك فقل لهم الله هو الرزاق وإن أحد الفريقين منا ومنكم لعلي هدى متمكن منه أو في ضلال بين منغمس فيه. 

وختمت بقول الله تعالى:{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)

{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)

وقل لهم يا محمد إن ربي يوسع الرزق في الدنيا لمن يشاء من عباده ويضيق على من يشاء لا لمحبة ولا لبغض ولكن يفعل ذلك اختبارا ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك اختبار لعباده

تعليقات