كيف تحدثت سورة فصلت عن نعمة السمع؟

  • أحمد نصار
  • الإثنين 29 أبريل 2024, 08:09 صباحا
  • 313
السمع نعمة عظيمة

السمع نعمة عظيمة

تعد نعمة السمع من أهم النعم التي انعم الله بها علي الإنسان، وقد أثبت العلم الحديث أن حاسة السمع تبدأ مبكرة في أداء عملها في الأسابيع القليلة الأولى بعد ولادة الطفل، أما البصر فيبدأ عمله في الشهر الثالث ولا يتم تركيز الإبصار إلا بعد الشهر السادس، والأذن هى الحاسة الوحيدة التي لا تستطيع أن تعطلها بإرادتك .. فأنت تستطيع أن تغمض عينك أو انفك أما السمع فالسمع لا اختيار لك فيه، كونك لا تستطيع أن تحجب أذنك عن سماع شيء أما الإبصار فأنت تتحكم فيه بالحركة أو بإغلاق العين يتمكن الإنسان من سماع الأصوات التي تصل إلى أذنيه من كل الاتجاهات والارتفاعات، وفقا لصفحة مقاصد القرآن الكريم.

وأوضحت أن الساحة السمعية هي (360)، بينما لو ثبت الإنسان رأسه في موضع واحد فلن يتمكن من رؤية الأجسام إلا في ساحة بصرية محدودة تقارب الـ (180)، أي إن قلوبهم نابية عن إدراك ما جئت به من الحق وتقبّله واعتقاده كأنها في غلف وأغطية تمنع من نفوذه فيها وأسماعهم لا يدخل إليها شيء منه كأن بها صمما وتباعد الطريقين كان بينهم، وبين رسول الله حجاب كثيف، وحاجز منيع .

وتابعت: أن السمع يدرك من جميع الجهات أما البصر لا يدرك إلا من جهة واحدة فقط ، فضلا عن أن السمع ليس لك اختيار فيه أما البصر فلك أن تتحكم فيه، مصداقا لقوله تعالى" بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)، فاعرض عنه أكثر الناس فهم لا يسمعون له سماع قبول وإجابة مصداقا لقوله تعالى{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)

وأشارت إلى قوله تعالى (وَفِي آذانِنا وَقْرٌ)، أي وفي آذاننا صمم يمنعها من استماع قولك وثقل لا نسمع ما تدعونا إليه استثقالا لما يدعو إليه وكراهة له.

ولفتت الصفحة إلى عدة آيات تحدثت عن السمع أبرزها : { حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20

{ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)

 وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)

{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)

وختمت قائلة: وما كنتم تَسْتَخْفون عند ارتكابكم المعاصي خوفًا من أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم يوم القيامة ولكن ظننتم بارتكابكم المعاصي أن الله لا يعلم كثيرًا من أعمالكم التي تعصون الله بها وذلكم ظنكم السيِّئ الذي ظننتموه بربكم أهلككم فأوردكم النار فأصبحتم اليوم من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم .

{ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)

إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) 

تعليقات