"فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ".. ما معنى الآية؟

  • أحمد نصار
  • السبت 27 أبريل 2024, 06:11 صباحا
  • 212
الآيه الكريمة

الآيه الكريمة

قال الكبير الدكتور فاضل السامرائي، إن هناك تشبيه معجز، في قوله تعالى بسورة الأعراف، "كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ" حيث أن الحرج في حقيقته، هو  المكان الضيق من الغابات كثيرة الأشجار، من ثم يعثر السلوك فيه.

وتابع قائلا: فأغمض عينيك أيها القارئ والمتدبر لكتاب الله وأفسح لخيالك لهذه الصورة القرآنية لحال الآسف الحزين، الذي امتلأ صدره حزناً فإنه يعسر منه التنفس من انقباض أعصاب مجاري التنفس، فتخيل هذا الضيق النفسي، بضيق مكان مليء أشجاراً كيف تستطيع تجاوزها، وهذه هي سورة القرآن التي ترسم بألفاظها المحكمة ما تعجز ريشة الفنان المبدع عن الإتيان به.

ويذكر أنه في تفسير الطبرى، فقد ذكر أن قوله تعالى : فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ" قد أشار إلى ما قاله جعفر أن جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فلا يضق صدرك، يا محمد، من الإنذار به مَنْ أرسلتك لإنذاره به, وإبلاغه مَنْ أمرتك بإبلاغه إياه, ولا تشك في أنه من عندي, واصبر للمضيّ لأمر الله وإتباع طاعته فيما كلفك وحملك من عبء أثقال النبوة. كما صبر أولو العزم من الرسل, فإن الله معك وأن المقصود من كلمة "الحرج" هو الضيق، في كلام العرب, وقد بينا معنى ذلك بشواهده وأدلته في قوله: ضَيِّقًا حَرَجًا في سورة الأنعام: 125، بما أغنى عن إعادته.

تعليقات