غياب الدافع الدنيوي للرسول من وراء الدعوة للإسلام.. دليل صدق للنبوة

  • أحمد نصار
  • الأحد 21 أبريل 2024, 05:40 صباحا
  • 181
تعبيرية

تعبيرية

كل من يحمل عقل عندما يقوم بفعل ولو حتى بسيط لابد أن يكون هناك سبب ودافع لهذا الفعل في عقل هذا الإنسان فمثلا، لو أنت في الطريق ورفعت يدك في اتجاه أحد السيارات فالدافع هنا هو رغبتك في إيقاف هذه السيارة أي فعل ولو كان بسيط لابد أن يكون هناك دافع من وراءه فما بالك بفعل عظيم كالدعوة إلى الإسلام في ييئة ومجتمع وثني يؤمن بعبادة الأصنام ويترتب على ذلك معادة قومه له وقتالهم وتعذيبهم له ولاصحابه إذا كان النبي محمد مدعي فلابد أن يكون هناك دافع دنيوي قوي دفعه إلى ذلك الفعل ونستعرض معكم تلك الدوافع.

ولم يكن إطلاقا المال هو الدافع للنبي محمد صلوات آله عليه وسلم، من جراء دعوته للإسلام، لافتا إلى قد  يقول أحدهم ولكن النبي كان يأخذ خمس الغنائم ولكن الإجابة هي أن النبي كان يتصدق بها على المسلمين، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلَّا الْخُمُسَ ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ)، مشيرا إلى انه مات صلى الله عليه وسلم، ولم يكن معه إلا سلاح وبغلة وقطعة أرض تركها صدقه، فقد قال عمرو بن الحارث رضي الله عنه : (مَا تَرَكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ سِلاَحَهُ وَبَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً)، وقد يقول البعض أن المال الذي كان يحصل عليه كان ينفقه على نفسه ولكن الإجابة هي أن النبي محمد كان في بعض الأوقات لا يجد ما يأكله حتى التمر الردي.

  وتابع: بل انه كان ينام على حصير وقد أثر الحصير على جسده الشريف ورفض النبي أن يكون له وطاء فرش على الأرض، فعن عن عَبْد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : (نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً ؟ فَقَالَ : مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا)، بل إن ابنته فاطمة قد  جاءته تستأذنه في خادمه تخدمها حين ثقلت عليها أعباءها المنزلية فرفض.

عن على ابن أبي طالب رضي الله عنه  انه قال : (أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فلم تجده فذكرت ذلك لـعائشة فلما جاء أخبرته قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكم على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهذا خير لكما من خادم).

تعليقات