أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
محرر جداريات مع الكاتبة إيمان حجازي
هي كاتبة مجتهدة، تسعى بدأب وصبر وحرفية لاكتشاف الجديد من الكلام عبر الكتابة القصصية وقصيدة النثر، مُشكلةً تفاصيل ما تكتبه في صور فنية وإبداعية جعلت الجميع يشهد لها بتقديم الجديد، من خلال مجموعتها القصصية "أنوثة حمراء" التي حازت إعجاب النقاد والقراء وشهدوا لها بالموهبة الرصينة في عالم الأدب، إنها الكاتبة "إيمان حجازي" التي كان لها هذا الحوار مع "جداريات".
وإلى نص الحوار...
- لو أردنا أن نعرف نبذة مختصرة عن الكاتبة "إيمان حجازي"، فماذا تقول لنا في سطور؟
إيمان حجازي بكالوريوس تجارة وماجستير اقتصاد عالمي وسياسيات إدارية، عملت صحفية لفترة أكسبتني الموهبة في الحقول الفنية المختلفة ما بين الرسم، القصة، قصيدة النثر، تصميم الأزياء والإكسسوارات.
وبعيدًا عن العمل أنا قارئة للعديد من المجالات مع ميل للتحليل في مختلف الموضوعات لعشقي للتفاصيل وأعمل في المجال المجتمعي من خلال أنشطة تمس الإنسانية إلى جانب عملي في الهيكلة الإدارية مما جعلني أتعامل مع شخصيات مختلفة.
- من هذا المنطلق.. هل نستطيع القول بأن هذه الحصيلة كانت مدخرة لمجموعتك "أنوثة حمراء"؟
هي حصيلة خبرة طويلة عبر التعامل مع الجميع في الشارع اختزنتها إلى أن جاء الوقت لإخراجها على الورق من الألف إلى الياء في المجموعة القصصية "أنوثة حمراء".
- مَن مِن الكتاب الذين كانوا معينًا رئيسيًا في كتابتك الإبداعية؟
قرأت كثيرًا للعديد من الكتاب، ولكن لم أستعن بأحد منهم حتى أكونَ بشخصيتي المستقلة، بعيدًا عن الأسر لأحد من الكبار.
- عملتِ في مجالات فنية عديدة، أيها الأقرب إلى قلبك؟
حسب الحالة التي تحتمني على إخراج المخزون المدخر ما بين القصة والرواية واللوحة الفنية، وأنا مؤمنة بأن العمل هو الذي يكتبني وليس أنا الذي أكتبه.
- من الذي حببك في الأدب؟
الوالد كان له الدور الأكبر في حبي للقراءة عبر مكتبته العامرة التي نهلت منها كل ما كتب في الأدب العربي والأجنبي، ما بين شكسبير وإميل برونتي وفيكتور هوجو وبالنسبة للعرب نجيب محفوظ، يحيى حقي، ثروت أباظة، يوسف إدريس وأحمد رجب الذي أعتبره أكثر من أثر فيَّ من خلال عمله الرائع "نهارك سعيد" وتمنيت أن أكتب مثله.
قرأت العديد من الروايات الأجنبية مثل: "سجين زندا لأنتوني هوبكنز"، "أحدب نوتردام لفيكتور هوجو"، ومن المسرحيات مثل: "زيارة السيدة العجوز لفريدريش دورنمات"، "كاليجولا لألبير كامو"، "الأيدي القذرة لجان بول سارتر".
وبحكم دراستي قرأت في السياسة والاقتصاد والإدارة وبحكم تربيتي قرأت في الدين والاجتماعيات، كل هذا من خلال مكتبة والدي التي أعتبرها بستانًا عامرًا بكل أنواع الزهور والرياحين.
- هل أنتِ مع مصطلح أن زمننا الحالي هو زمن الرواية؟
أعتقد أن الزمن يحتاج لكل الأشكال الأدبية لتنوع أذواق وإنتاج البشر وعلى الأشكال الأدبية المختلفة أن تتسم بالمرونة حسب تغيرات العصور كي لا تقع في قوالب ثابتة تجعلها في أَسرِ الجمود.
- ماذا تقولين عن كل من:
يوسف إدريس؟
"بيت من لحم" هي ماركة مسجلة باسمه لكشفه عن المسكوت عنه بجرأة شديدة في التناول والطرح وقت تحفظ المجتمع.
عبد الرحمن الشرقاوي؟
يكفيه ما قاله في مسرحية "الحسين ثائرًا" ما خُلد في الأدب العربي: "إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة".
لطيفة الزيات؟
ناقشت ببراعة شديدة قضايا المرأة في "الباب المفتوح" برؤية متفتحة سابقة للعصر في مسألة التعامل مع المرأة من خلال سياق النظرة المتبادلة بين الرجل والمرأة.
نجيب محفوظ؟
العالمية هي التي استفادت منه وهذا ما قلته في ندوة حضرها الكاتب السيد حسن، والدكتور حسام عقل ، فالعالمية كان يستحقها من سنين طويلة وأتت إليه متأخرة وقت حصوله على نوبل للآداب في العام 1988 ، فلديه صدق بطرح معالم المجتمع الذي عاش فيه.
- هل الأحداث الدائرة بالمنطقة العربية عبر موجة الربيع العربي الثانية، أوحت لك بكتابة إبداعية في المستقبل؟
أي حدث لابد من تناوله عبر الطابع الصحفي، من خلال الكتابة التقريرية أكثر من التناول الإبداعي لمباشرة الوقائع دون تورية وسجع ورغم ذلك كتبت قصائد نثرية تعبر عن تلك الأحداث.
- هل العمل القادم ديوان شعر؟
هناك ديوان شعر نثري تحت الطبع بعنوان "قبسٌ من لُجين" وديوان آخر تحت الطبع ترجمته بالإنجليزية بعنوان "من كل بستان زهرة" يعرض أشعارًا لكبار الشعراء وهم : السيد حسن، جمال القصاص، أسامة جاد، هناء أمين، إيمان يوسف، وأحمد جاد، وغيرهم.
- ما القضية التي تشغلك حاليًا لتحويلها لعمل إبداعي؟
كيف تخلى المجتمع المصري عن العواطف؟ السمة التي كانت تميزه تحت شعار الحديث الشريف "ليس بيننا من لم يوقر كبيرنا ولم يحنو على صغيرنا أو ضعيفنا" كيف وصلنا إلى هذه القسوة؟! الأحداث التي تمر علينا الآن تجعلنا نبكي ونشعر بالأسف لتحول الدنيا لقسوة كبيرة يندى لها الجبين.
- "أنوثة حمراء" لمن ترسل رسالتها؟
لجميع الناس بأن أحبوا بعضكم، كما قال سيدنا عيسى عليه السلام ولديَّ قصيدة نثرية تقول من هذا المنطلق:
أحبوا تُكتبُ لكم النجاة
أحبوا ففي الحب حياة.