حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
تعبيرية
في كتابه العزيز يقول رب العزة في سورة الأعراف: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ومعنى الإسراف هو تخطي وتجاوزُ الحد في كل شيء، حيث أن مثلا الإسراف في الطَّعام، يؤدي إلى الجور على مصادره، فيحدث مشكلة تتمثل في أنه يقل العرض ويزيد الطلب، وبالتالي ترتفع الأسعار، ومن ثم يزداد الفقر.
أما مسألة الإسراف
في استعمال المياه يؤدي إلى ازدياد الضغط على موارده، أيضا، حيث تفقد القدرة على تجديد
نفسها، لذا جاء بيان الرسول صلى الله عليه وسلم،واضحا ومحذِّراً من الإسراف فيه حتى
مع وفرة موارده، وهناك حديث شريف شهير فقد روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النَّبي
صلَّى الله عليه وسلَّم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ” ما هذا السرف يا سعد؟ ” قال: أفي
الوضوء سرف ؟ قال: ” نعم، وإن كنت على نهرٍ جار" وفقا لصفحة حبل الله.
وأوضحت أن كلام
الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا جاء على ضوء قوله تعالى في سورة البقرة : {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ
تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، ولا شك أن الاستخدام الجائر للمياه يؤدي إلى
تلوث مصادره سواء كانت أنهاراً أو آباراً ارتوازيَّة، كون دور الإنسان لا يقتصر على
الأكل والشُّرب دون سرف ، بل لا بدَّ أن يعمل ويجدَّ ويجتهد ويبتكر وأن يُطوِّر الوسائل
التي يحصل من خلالها على طعامه وشرابه. قال الله تعالى في سورة الجمعة : {فَإِذَا قُضِيَتِ
الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا
اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ثم يدعو سبحانه وتعال إلى العمل الدؤوب
والمنافسة في إتقان العمل بقوله تعالى في سورة التوبة : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ
وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وختمت: قد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحثُّ
على كلِّ عملٍ من شأنه أن ينفع الناس وبيئهتم كقوله : (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلةٌ
فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، مشيرة إلى أنه من المعلوم أنَّ زراعة الأرض
وإدامة خضرتها يساهم بشكل كبير في المحافظة على البيئة سليمة.