الوجه مرآة النفس
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الفراشات
قال الدكتور محمد السقا عيد، عضو الجمعية
الرمدية المصرية، أن الفراشات من إبداعات الخالق حيث يغطي أجنحة الفراشة حراشف دقيقة
مسطحة متداخلة فيما بينها، وأن هذه الحراشف تعد المصدر الرئيسي للألوان والتشكيلات
الرائعة الموجودة في أجنحة الفراشات.
وتابع: أن هذه الحراشف بعضها يحتوي على
الأصباغ "مواد تلوين" التي من شأنها إعطاء الألوان السوداء والبنية والحمراء
والبيضاء والصفراء، في الوقت نفسه تعمل على إنتاج أنواع أخرى من الحراشف الألوان، بعكسها
للضوء على أسطحها. ومن الألوان المعدنية البراقة التي تعكسها تلك الحراشف اللونان الأزرق
والأخضر.
وأكد "عيد" أن للفراشات رغم
جمالها ورقتها، إلا أن لها أعداء كثيرة من الحشرات والطيور، ولكي تهرب من الأعداء
منحها الله عز وجل وسائل عدة للدفاع عن النفس، وهو ما يدفع كثير من أعداء الفراشات
من الهروب من خلال التكيف مع الوسط الذي تعيش فيه، ويسمى هذا النوع من الدفاع التلوين
الوقائي فقد تبدو الفراشات بلون قلف الأشجار أو بلون النباتات الأخرى ، فضلا عن
حصول بعض الفراشات على الحماية، سواء في الطور اليرقي أو في طور الحشرة الكاملة، حيث
أن لها طعما غير مستساغ لدى أعدائها، وذلك
يعود إلى أن يرقات كثير من تلك الفراشات تأكل نباتات ذات عصارات مرة الطعم، أو سامة،
وتتحرك تلك العصارات في أنسجة تلك الفراشات مما يجعلها ذات مذاق غير مرغوب لدى الأعداء.
وأشار إلى أن غالبية هذه الفراشات مثل الفراشة
الملكة ويسروعها، يظهرون بألوان زاهية تعلن للأعداء بأن طعمها غير مستساغ، ويسمى هذا
النوع من الحماية التحذير اللوني، فالحيوان الذي التهم مثل تلك الفراشات من قبل يتجنب
أكل واحدة أخرى لها نفس اللون، منوهة في الوقت نفسه، إلى أن هنالك فراشات أخرى غير
محمية تشبه الفراشات ذات الطعم غير المستساغ، وذلك لا تستطيع الحيوانات المفترسة التمييز
بينها وبين الفراشات ذات الطعم الرديء، ومن ثم تتجنب أكل أي منهما، فسبحان القائل:
"هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ
فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ".
وأوضح أن في منطقة أمريكا الشمالية تشبه الفراشة
نائبة الملك الفراشة الملكة في لونها، ولذا يتجنب الأعداء الفراشة نائبة الملك لأن
طعم الفراشة الملكة غير مستساغ، وكذلك قد يشبه بعض الفراشات المحمية فراشات محمية أخرى،
ونتيجة لهذا التشابه المتبادل تكتسب تلك الحشرات حماية مضاعفة لها، وصدق الله تعالى
حينما قال (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى {49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى
كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) سورة طه أي خلقه وعلمه ما يصلح شأنه لحياته.
وختم بقوله تعالي في سورة لقمان: (هَذَا
خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ
فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).