أستاذ بكلية الزراعة "تتحدث عن عظمة وصف القرآن لخلق الكون"

  • أحمد نصار
  • الخميس 04 أبريل 2024, 5:07 مساءً
  • 129
تعبيرية

تعبيرية

قالت الدكتور مروة جنبنة، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة المنصورة، إن القرآن تحدث بشكل دقيق عن عظمة الخالق في تنشئة هذا الكون وبصورة مدهشة، لافتة إلى  قوله تعالى:  (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير ) الملك:5، وقوله تعالى:( تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً) الفرقان: 61، وأشارت إلى قوله تعالى: (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)  النور: 40

وتابعت أن هذه الآيت تكشف عن عظمة الخالق في كونه، منوهة إلى أن هناك أنواع مختلفة من الخنافس الأرضية والتي تقوم بظاهرة الإضاءة ويطلق على هذه الخنافس بالخنافس المضيئة Fireflies or Lightning bugs)) . ويوجد في جميع أنحاء العالم حوالي 300.000 نوع من الخنافس ومنها حوالي 2000 نوع من الخنافس المضيئة والتي تنتشر في معظم المناطق الاستوائية  الحارة والغابات. وهذه الخنافس المضيئة تنتمي إلى فصيلة Family: Lampyridae   وهى إحدى فصائل رتبة الحشرات غمدية الأجنحة:  Coleoptera Order:

وأوضحت أن ظاهرة الإضاءة الحيوية في الخنافس المضيئة تحدث من خلال تركيب جسم الخنافس المضيئة من ثلاث مناطق تتمثل في الرأس، وهى المنطقة الأمامية من الجسم ويحمل الرأس زوجين من الأعين المركبة وزوج من قرون الاستشعار وكذلك أجزاء الفم القارضة والتي تستخدمها الخنافس وكذلك يرقاتها في افتراس الحشرات الأخرى الصغيرة وافتراس البزاقات والقواقع وديدان الأرض وكذلك الصدر، عبارة عن ثلاث حلقات وتحمل كل حلقة زوج من أرجل المشي وتحمل الحلقة الثانية والثالثة زوجين من الأجنحة. وبعض الأنواع نجدها غير مجنحة، وأخيرا أن البطن:وهى المنطقة الأخيرة من الجسم وتتكون من 11 حلقة.

وأردفت قائلة إن التزاوج بين الذكور والإناث، يتم في فصل الصيف ليلا ثم تضع الأنثى البيض في التربة والذي يفقس بعد 4 أسابيع ثم يعطى عده أطوار يرقية والتي تتغذى بالافتراس على الحشرات الصغيرة ثم تقضى فصل الخريف والشتاء في بيات شتوي حيث تدفن نفسها في التربة وممكن أن تظل في بياتها لمدة سنتين ومع بداية الصيف تتغذى وتنشط وتتحول إلى طور العذراء وبعد ذلك تتحول إلى خنافس كاملة ذكور وإناث وتعيش الخنافس الكاملة من عدة أسابيع إلى شهرين حسب النوع.

وتابعت: أن ظاهرة الإضاءة الضوئية في الخنافس المضيئة تحدث عند توافر صبغة تسمى (Luciferin)وإنزيم يسمى Luciferase))مع وجود مصدر للأكسجين ومصدر للطاقة وهو مركب ثالث فوسفات الادينوسين ATP)) ونتيجة هذا التفاعل ينتج مركب يسمى (Oxyluciferen)وينبعث الضوء، لافتة إلى أنها توجد على جانبي السطح البطني  لمنطقة البطن عدد من الخلايا تسمى الخلايا الضوئية (Photocytes)وهذه الخلايا غالبا ما توجد في الحلقات الأخيرة من البطن سواء للأطوار الكاملة أو يرقاتها. وتتوقف كمية الضوء المنبعثة من الخنافس على كمية الأكسجين الداخلة في التفاعل فعندما تريد الخنافس إنتاج وميض طويل لفترة طويلة فان المخ يعطى تياراً عصبياً إلى نهايات الجهاز التنفسي لإنتاج كمية كبيرة من الأكسجين إلى داخل الخلايا الضوئية فيصدر ضوء بكمية كبيرة. وفى بعض الأنواع تصدر الخنافس وميض متقطع وفى هذه الحالة يتوقف التيار العصبي لثواني فيتوقف الوميض ثم يحدث التيار العصبي مرة أخرى ويصدر الضوء من جديد.

وأوضحت أن هذه الخنافس تتواجد في بيئة قاسية ذات حرارة مرتفعة جدا فلهذا تلجأ إلى النشاط والبحث عن الغذاء ليلا . فكيف ترى بعضها وسط الغابات الشاسعة والأشجار العالية المتشابكة والتي تخفى ضوء القمر والنجوم في الليالي الصافية "فسبحان الخالق جعل لهذه الخنافس هذه الظاهرة لعدة أسباب وتتمثل في أنها تنير لها الغابات الكثيفة المظلمة ليلاً وترى ما حولها من ظلام دامس، وكذلك تتعرف الخنافس التابعة لنفس النوع على بعضها من خلال درجة الضوء وهل هو متصل أم متقطع في شكل ومضات منفصلة؟ بالإضافة إلى أنها تستخدم هذا الضوء في جذب فرائسها من الحشرات الأخرى الصغيرة والبزاقات والقواقع وديدان الأرض والتي تنبهر بأضوائها فتقترب منها ثم تقوم بالتغذية عليها، مؤكدة أن هذه العملية قد تفوقت على ما قام به أديسون في اكتشاف الكهرباء.

تعليقات