أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الدكتور محمد السيد عبد الحميد معوض، أستاذ مساعد الباطنية والقلب– كلية طب – جامعة المنصورة، إن القرآن الكريم تحدث عن جميع مراحل العمر لدى الإنسان، بإتقان شديد، حيث يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } الحج 5، وقال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } الروم: 20، وقال تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } الفرقان: 54، وقال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم 54.
وأشار إلى أن العلماء، قسموا مراحل عمر
الإنسان إلى ثلاثة مراحل متمثلة في مرحلة الضعف الأولى: وتشمل الجنين والطفولة، ومرحلة
القوة: وتشمل الأشد، ومرحلة الضعف والشيبة: وتشمل الشيخوخة وأرذل العمر (مرحلة التنكيس).
وتابع: أن مرحلة الطفولة، قد وصفها القرآن
الكريم بالضعف ولذا كان الاهتمام بالطفل بدنياً وعقلياً واجتماعياً وكذا اهتمام القرآن
الكريم والسنة المطهرة بالرضاعة الطبيعية ولمدة عامين وذلك لكمال الرضاعة، وهنا تظهر
معجزة علمية أخرى للقرآن الكريم والسنة الشريفة المطهرة يقول الله عز وجل في محكم التنزيل:
( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ
أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) البقرة: 233، وعن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لا يحرم من الرضاعة إلا ما كان في حولين.
وأوضح أن مستلزمات الطفولة فقد اهتم القرآن
والسنة بتربية الطفل بدنياً وعقلياً واجتماعياً وتنشئته نشأة دينية صحيحة وتعليمه أمور
دينة كما اهتم القرآن والسنة بالرضاعة الطبيعية وحدد الإسلام لكمال الرضاعة عامين كاملين
وجعل الرضاعة بعد عامين لا تحرم النسب، لقوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) البقرة (233)،
وكذلك قوله تعالى (وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) الطلاق (6)، فعن
ابن عباس قال (قال رسول الله : لا يحرم من الرضاعة إلا ما كان في الحولين)
أما مرحلة الأشد، فقد قال الله عز وجل فى
محكم التنزيل {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ
كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا
بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً
تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
} الأحقاف :15، وقال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} يوسف :22، وقال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ
وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } القصص:14،
مشيرا إلى ما قاله الشيخ حسنين مخلوف رحمه الله فى تفسير معنى الأشد: (حَتَّى إِذَا
بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي: بلغ زمن استكمال القوة وكمال العقل بثلاث وثلاثين سنة لكونه
آخر سن النشوء والنماء.
(وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) هو أكبر الأشد وتمام الشباب وهو سن النبوة عند الجمهور، ونوه إلى ما أخرجه ابن حميد عن مجاهد أنه قال: الأشد ثلاث وثلاثون سنة الاستواء أربعون سنة وهى رواية ابن عباس رضى الله عنه، مصداقا لقوله تعالى ( … حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أًوْزِعْنِي أَن أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اْلَّتِي أَنْعَمْتَ عًلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحَاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ اْلْمُسْلِمِينَ ) سورة الأحقاف : 15