رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

لماذا الجنة تحت أقدام الأمهات؟

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 03 أبريل 2024, 06:07 صباحا
  • 423
الأم

الأم

 تتمتع الأم بمكانة عظيمة في الإسلام، مصداقا لقوله تعالى " وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" وكذلك في قوله تعلى " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14)﴾.

وفي الأحاديث النبوية كانت الأم في مقدمة المنازل العليا، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ ، أَنَّ جَاهِمَةَ رضي الله عنه جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ . فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَ: ( فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا ) رواه النسائي (3104) ، وحسنه الألباني، وكذلك فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه، هذا ما أكده الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور محمد غلوش.

وأشار إلى ما روى عن أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عبد الله قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وتابع: أنه في البداية علينا أن نعلم انه لا يوجد حديث نصه أن الجنة تحت أقدام الأمهات، فهذا حديث موضوع وإنما الحديث كما كتبته اعلي الموضوع أن رسول الله سأل الشاب ألك أم قال: نعم قال: فألزمها فان الجنة تحت قدميها، متسائلا: هل القصد مجازي عن مكانه الأم وأهميتها، أم أيضا حقيقي ولماذا قدميها بالذات.

وأردف قائلا: إنه في الحقيقة أكثر ما تعاني منه الأم خلال الحمل هما القدمين وبعد الحمل أيضا، بل أن هناك تغيرات دائمة تحدث للأم بعد الولادة نتيجة للحمل، لافتا إلى أنه في الحمل تزداد بعض الهرمونات ومنها هرمون الالاستين وهو هرمون مطاطي أي يجعل الأنسجة مطاطةـ ومع زيادة الوزن وتورم اﻻقدمين تفقد القدمين ارتفاعها الموجود قبل الكعب أي الارتفاع والتقوس الهلالي، فتصبح القدم مفلطحة وتصبح مؤلمه، كما يحدث التفاف وتقوس للقدم إلي الداخل  superpronation  وزيادة طول القدمين.

 ونوه إلى حدوث ضغط من الرحم علي الأوردة مما يؤدي إلى إصابتها بالدوالي، كما يحدث ألام بمفصل القدم والركبة والحوض وأسفل الظهر، فتكون الأم أكثر عرضه لالتهابات وخشونة المفاصل خاصة الركبتين، كما تعاني من شد والام بالعضلات مثل عضله السمانة، وأن بعض هذه التغيرات تظل بعد الولادة ولا تعود أبدا إلي طبيعتها، وتظل تعاني منها الأم طوال حياتها، مشيرا إلى أنه إذا ما يشاك المؤمن من شوكه إلا وكتب له بها حسنه أو حطت عنه بها خطيئة، ألا تستحق هذه الأقدام بكل معاناتها الجنة.  

تعليقات