أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سورة الحديد
قال الدكتور محمود
درويش، إن معظم آيات سورة الحديد، تسلط الضوء على محورين رئيسيين، هما، الإنفاق في سبيل الله ، من دون تحديد نوع
منه ، فقد يتحقق بالإنفاق من النفس أو من المال أو من أي شيء آخر . و يحرضنا الذكر
الحكيم على ذلك من خلال منهج واقعي و نافذ هو أن الله هو المالك الحق لكل شيء ، و له
الولاية التامة خلقا و قدرة و علما و تدبيرا ، و انه الذي يحيي و يميت وإليه ترجع الأمور
، أما نحن فلسنا سوى مستخلفين من قبله فيما ملكنا ، فلا ينبغي أن نرفض أمره بالإنفاق
، إذ انه هو المالك الحق و الإنفاق هو الشاهد الصادق على التزام الإنسان بالميثاق ،
ذلك الميثاق الذي أخذه الله عليه في عالم الذر.
وأكمل : لماذا يبخل الإنسان بالمال و هو لا يبقى له ؟ ! فأما
يرحل عنه أو ينتقل إلى غيره . بلى ، قد يستخلف فيه برهة من الزمن ، و لكنه يموت عنه
كل أهله ليعود إليه تعالى، ثم أن الإنفاق لا يزيد الله شيئا و هو الغني الحميد ، إنما
النفع و الضرر يعودان على الإنسان نفسه ، فهو أن أنفق نمى ماله ، و بنى مجتمعه ، و
صار إلى ثواب الله و رضوانه ، أما إذا بخل فلن يحصد إلا التلف ، و التخلف في الدنيا
، و ألوان العذاب في الآخرة.
وختم قائلا: إن سورة الحديد تعالج أيضا قضايا تتصل بالإنفاق، فيما يعرف بالعدالة الاجتماعية كهدف تنزلت له جميع رسالات الله ، و سعى من اجله كل الأنبياء.